الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

تقرير المصير بخبث فرنسي

دعم الحركة الشعبية قطاع الشمال ..لو كان أصلا من تبرعات بعض الغافلين في الخارج عبر بعض الحكومات و المنظمات المسترزقة ..فإنه يكون فعليا الآن توقف عن عقار و عرمان و تحول إلى الحلو .
 مما يدل على ذلك ما جاء في رد المبعوث الفرنسي للسودان ..أو للتطفل في الشأن السوداني ..باعتبار أن فرنسا تبقى جزءا من حياكة المؤامرة ضد أمن واستقرار البلاد بغض النظر عمن يحكمه أو يريد أن يحكمه مستقبلا ..فإن آثار المؤامرة ستمتد إلى عشرات السنين مستقبلا.
أصلا قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بعث برسالة إلى الخارجية الفرنسية والمبعوث الفرنسي إلى السودان إستيفن غرينبيرغ.
 في الرسالة جاء ما يشبه تدشين القيادة الجديدة للحركة على أنقاض القديمة عبر كسب تأييد أوروبي مهم ..حتى يرعوي تيار عقار ولا يتحدث عن خطوة غير شرعية ..وهل استئناف تمردهم أصلا بعد اعلان استقلال الجنوب كان شرعيا ..؟ أم أن الشرعية هي فقط ما يحقق اطماعهم ويملأ جيوبهم .؟
> الأمين العام الجديد الذي خلف عرمان  للحركة الشعبية لتحرير السودان  عمار آمون  هو من بعث بالرسالة الى الحكومة الفرنسية والمبعوث الفرنسي للسودان السفير استيفن غرينبيرغ . . ونقلها  إلى  المبعوث والخارجية الفرنسية  مراد موديا نائب ممثل الحركة الشعبية بفرنسا. و كان احتواء الرسالة على شكر قيادة الحركة الشعبية (العميق) للشعب والحكومة الفرنسية للدور الكبير والمميز التي لعبته وما زالت تلعبه الحكومة الفرنسية في القضايا السودانية. يعني أن فرنسا تتآمر بشكل مفضوح لتقسيم السودان بفصل المنطقتين ليسهل لها نهب ما تريده منها من نفط ومعادن وخشب وجلود  .
 والرسالة  اللئيمة طبعا في نظر عقار .. تبقى في بعض سطورها لئيمة جدا بالنسبة للحكومة السودانية والمعارضة السودانية أيضا وهي تتناول حق تقرير المصير للمنطقتين جبال النوبة والنيل الأزرق .
> لكن مراد موديا الذي شرح بصورة وافية تقريبا   للمبعوث والخارجية الفرنسية قصة  نجاح المؤتمر الاستثنائي للحركة الشعبية الذي شاركت فيه قوى سياسية سودانية  وأصدقاء للحركة من دول الإقليم والعالم ..هل يظن أن فتح موضوع تقرير المصير يسر الجانب الفرنسي و يسعده رغم اتفاقية نيفاشا التي كان تأطيرها دوليا .. أم أن هم فرنسا لا يقل عن هموم اليهود في فلسطين و غيرها وهو فقط القيام بما يحقق المطامع على حساب الشعوب الإفريقية ؟
 والغريب العجيب الذي يعكس التناقض القبيح هو أن مراد موديا يقول ان  ما تم داخل الحركة الشعبية هو إجراء ديمقراطي ومؤسسي قضى بعزل أشخاص ولا يعدو ان يكون انشقاقا يؤثر على قوة الحركة او الجيش الشعبي لتحرير السودان . . لكن أليس موضوع تقرير المصير يستحق أن يخضع للمنطق الديمقراطي ..؟ فهل يرى هو وترى جماعته أن اغلبية سكان المنطقتين بمن فيهم انصار وموالو عقار يريدون فصلهما عن السودان ليلتقوا في دولة مستقلة واحدة على طريقة الضفة الغربية وغزة أو يلتقوا في جولة جنوب السودان .؟
> لو تيار الحلو لا يستطيع أن يفهم أن الأغلبية تريد دائما الانفصال أو لا تريده .. أو يعنيها حديث جون قرنق التحريضي عن ( جنين تقرير المصير )في جبال النوبة ليكسبها لاحقا ..ولم يجد لذلك عمرا .. أو لا يعنيها . فهذي مشكلته هو ..و لا ينبغي لدول أوروبا أن تعزف على وترها احتقارا للشعب السوداني .
> فرنسا نفسها على صعيد القضايا السودانية تقف في الجانب السلبي سواء فيما يتصل بالدولة أو الشعب أو حتى المتمردين ..ومثلما أيدت الحلو على حساب عقار ..فإنها غدا ستؤيد احد أبناء النوبة وسيكون من أب وأم من النوبة ضد الحلو لأن الحلو من أب من المساليت في غرب دارفور.
> و رغم أن الحركة الشعبية بقيادة الحلو قد فجرت أزمة سودانية جديدة بالطرق على تقرير المصير أو إعادة الروح إلى ( جنينه )و هو فكرة جون قرنق ..فإن حديث المبعوث الفرنسي  والتعبير  عن سعادته بالتواصل مع قيادة الحركة الشعبية المنتخبة يحمل مباركة لتفجير هذه الأزمة الجديدة  وهو ينقل  اهتمام فرنسا بالمساعدة لإيجاد حلول للأزمات السودانية. . لكنه لم يذكر اعتراضها على طرح تقرير المصير
> فرنسا هل تؤيد انفصال كردستان الإقليم العراقي  ..؟ هل تؤيد انفصال كتلونيا الإقليم الأسباني المحكوم ذاتيا .؟
> يقول الخبر  إنه اتفق في نهاية اللقاء الموصوف بالمثمر بضرورة تواصل التنسيق والعمل معاً لإحداث تقدم في كل القضايا العالقة عبر اللقاءات المشتركة التي ستعقدها قيادة الحركة الشعبية في الفترة المقبلة مع أطراف إقليمية ودولية.
> إذن من بين هذه القضايا قضية تقرير المصير ..فهل ستستبعدها فرنسا .. وتعترض عليها كما اعترضت على كردستان و كتلونيا, أم ستدعم نار الفتنة في جبال النوبة وجبال الأنقسنة  التي وقودها الحديث عن تقرير المصير تجاوزا للمشورة الشعبية وهدما للتأييد الدولي لاتفاقية نيفاشا .؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق