الأربعاء، 4 مايو 2016

قوات الأمم المتحدة تسبب حرجاً بالغاً للأمم المتحدة!

في الحادي والثلاثين من مارس 2016م أوردت صحيفة (La Rason) الاسبانية واسعة الانتشار في مدريد تقرير قالت إنها من مصادر أممية موثقة تشير إلى إرتكاب قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جمهورية افريقيا الوسطى انتهاكات واعتداءات جنسية قام بها جنود يتبعون للأمم المتحدة ويعتمرون القبعات الزرقاء المميزة.
الامم المتحدة و من مقرها بنيويورك أقرت بتسلمها لتقارير بهذه الصدد في الثامن والعشرين من مارس 2016 وبحسب الصحيفة الاسبانية فإن الجاني جندي مغربي الجنسية قام في شهر فبراير 2016 باستغلال امرأة جنسياً. جنود يتعبون لذات القوة ويحملون الجنسية البورندية ثبت أيضاً أنهم اغتصبوا فتاة قاصرة لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها! (ستيفان دياريك) المتحدث بإسم الامم المتحدة اضطر للإعتراف بهذه الوقائع وتعهد بمعاقبة الجنود الجناة بعدما تم إخطار الدول التى يتبعون لها.
تقرير المنظمة الدولية الذي لم يكن باستطاعة أحد حجبه أو إخفاؤه كشف عن 99 حالة اعتداء واستغلال جنسي وقعت من جنود الامم المتحدة وموظفيها في العام 2015 في أماكن مختلفة من العالم. وأجرى التقرير مقارنة لنسبة اعتداءات العام السابق 2014 واقر بوجود (زيادة ملحوظة). ما أوردته صحيفة (La Rason) الاسبانية أوردته أيضاً صحيفة (ABC) الاسبانية بذات التاريخ 31/3/2016م بما يضفي على الخبر مضافاً اليه إقرار المنظمة الدولية مصداقية كاملة.
ولا شك ان هذا الوضع الذي آلت اليه قوات حفظ لاسم التابعة للأمم المتحدة وضع مثير حقاً للقلق، إذ ان هذه القوات والبعثات الدولية منوط بها حفظ أمن وحماية المدنيين، وطالما أنها تقوم هي نفسها بفعل ما جاءت لتحول دون وقوعه، فإن الأمر دون شك يبعث على القلق وهو ذات ما أكد عليه المتحدث الرسمي باسم الامم المتحدة ووجهه يحمرّ خجلاً حيث أكد ان الانتهاكات الجنسية لقوات حفظ السلام الأممية تشكل احد أكثر المشاكل المثيرة للحرج للمنظمة الدولية وهو ما اضطر مجلس الامن الدولي قبل اسبوعين فقط لإصدار قرار فوري بإعادة وحدات كاملة من قوات حفظ السلام إلى بلادها بعد ثبوت ارتكاب افرادها لانتهاكات جنسية.
هذه الحقائق الموثقة عن الطريقة التى تعمل بها قوات حفظ السلام في مختلف ارجاء العالم وتحولها إلى (عبء أمني) هي نفسها بدلاً من المساعدة في حفظ الأمن وترسيخ الاستقرار، تدفع السودان بلا أدنى شك للإصرار بوضع استراتيجية خروج للبعثة المشتركة العاملة في الاقليم (يوناميد) فالامم المتحدة نفسها تعاني من حرج ارتكاب جنودها ومنسوبيها لجرائم اغتصاب وإنتهاكات جنسية و الامم المتحدة تضطر لاصدار تقارير بهذا الصدد تكشف عن تنامي ملحوظ وإزدياد مضطرد لهذه الممارسات، فكيف إذن تصر على بقاء هذه القوات في الإقليم؟
وكيف يمكن تصديق المزاعم التى تثيرها المنظمات الحقوقية بما في ذلك تلك التابعة للامم المتحدة بوقوع جرائم اغتصاب في دارفور من قبل قوات سودانية! اذا كانت قوات المنظمة الدولية هي نفسها ترتكب جرائم اغتصاب (في كل ارجاء العالم) والزيادة في ذلك مضطردة و الامم المتحدة محرجة؟
لقد ثبت ان قضية حفظ السلام وبالنظر إلى المبالغ المهولة التى تصرف عليها ليست قضية حفظ للسلام بقدر ما هي قضية حفظ سلام من انتهاكات قوات حفظ السلام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق