الأحد، 22 مايو 2016

آلية 7+7.. محاولة طرق الأبواب المغلقة

تقرير:علي الدالي

عملية قيصرية صعبة للغاية جرت داخل قاعة الصداقة عقب خطاب الوثبة الشهير في العام 2014، ورغم مرور عامين على خطاب  الرئيس إلا أن المخاض فيما يبدو عيسراً جداً لطبيعة العملية المعقدة التي يحمل مشارطها أكثر من مائة حزب وحركة مسلحة بالبلاد، غير أن ضوءًا بدأ يظهر في نهاية النفق المظلم، ربما ينهي حالة التشاؤم والإحباط السائد وسط السودانيين بإعلان آلية 7+7 بقرب انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني، والتي ستحول توصيات لجان الحوار الست إلى مخرجات ملزمة وواجبة التنفيد، حسب الاتفاق بين أحزاب الحكومة والمعارضة.
طرق الأبواب المغلقة
لكن النظرة المتشائمة ستظل قائمة ما بقيت أحزاب وحركات لا زالت ترفض الجلوس مع الحزب الحاكم لتسوية الخلافات، وتدفع بشروط تسبق جلوسها مع الحكومة، ورغم ذلك التشدد المعلن من قبل المعارضة بشقيها المدني والمسلح إلا أن آلية الحوار لازالت تدق في صخر مواقف المعارضة الصلبة حتى (كل متنها) عسى ولعل تلين قلوب قوم لا يسعون إلى تسوية هشة، بيد أن إصرار الحكومة على تلين مواقف خصومها يحدث عن حسن نية وجدية لم تكن موجودة في كل الاتفاقيات التي تنصلت عنها في الماضي، واضطر أطرافها إلى مغادرة كراسي السلطة، والعودة إلى الدعوة لإسقاط النظام كما في حالة مبارك الفاضل أو حمل السلاح من جديد كما حدث لمني أركو مناوي .
الاجتماع الأخير
بالأمس أقامت آلية 7+7 اجتماعاً حمل الرقم 45 لها بقاعة الصداقة بالخرطوم، وتأتي أهمية الاجتماع إلى أنه انعقد في توقيت خطير ارتفعت فيه الأصوات التي تتمنى فشل الحوار الوطني ومواته، حيث عاشت الآلية فترة بيات شتوي بعد انفضاض سامر جلسات الحوار الوطني ورفع اللجان لتوصياتها، بالرغم من الانعقاد الدائم لسكرتارية الحوار بالقاعة، وبقاء شعار الحوار مرفوعاً في أماكن بارزة على شاشات القنوات الفضائية الوطنية، الخاصة منها وتلك المملوكة للدولة، لكن يوم أمس حرك ساكن الآلية وحسب تصريحات الناطق الرسمي لـ7+7 فإن الاجتماع قرر مواصلة السعي للاتصال بالرافضين مجدداً لاقناعهم بضرورة الحوار، وعرض توصياته عليهم، ربما تنجح خطوة الآلية هذه المرة وتاتي بأحد أكبر الحركات المسلحة إلى الداخل، لاسيما وأن رئيس  حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم كان قد أعلن خلال مؤتمر صحفي بدار حزب الأمة أن حركته لا تمانع في الجلوس إلى الآلية وسماع توصياتها، وقال إن اقتنعت الحركة بما توصلت إليه لجان الحوار فربما يفتح اقتناعهم الباب واسعاً أمام حركته للحاق بالحوار، إذن حديث جبريل عبد الطريق ويسر مهمة اللجنة المؤكل إليها الاتصال بالحركات المسلحة لاقناعها بالحوار، بيد أن الاجتماع الأخير لقوى نداء السودان بباريس ربما يوصد الباب أمام تلك اللجنة، وترجع إلى الآلية بخفي حنين .
صفعة موجعة
الإشارة الثانية والأكثر أهمية تتعلق بمصير توصيات الحوار الوطني، وقد كشف عضو الآلية فضل السيد شعيب أن توجيهاً صادر منهم إلى السكرتارية لترتيب لقاء مع رئيس الجمهورية، وتوقع شعيب أن يقرر اجتماعهم المرتقب مع الرئيس تحديد موعد لانعقاد الجمعية العمومية، والتي ستسقط على أطراف الحوار مخرجات ملزمة وواجبة التنفيذ، فتلك المخرجات التي ينتظرها الجميع “حكومة ومعارضة “ ربما توجه صفعة موجعة  للممانعين وتنتهي إلى تكوين حكومة وفاق وطني،  ومن ثم  تنهي جدل  كثيف أثارته مذكرة الشخصيات القومية التي طالبت من خلالها بتكوين حكومة تكنقراط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق