الاثنين، 16 مايو 2016

لقاء غندور وكيرى.. أجواء مشحونة وملفات عالقة

تقرير: ابتهال إدريس فى عرف السياسة تغلب عامة لغة المصالح على شكل العلاقات الدبلوماسية بين الدول، والمتعارف عليه دوليا ان لغة اية سياسة لأية دولة كانت تتقيد بخطوط حمراء مبنية على المصلحة العامة لتلك الدولة. امريكا تعرف بأنها اعظم الدول ذات الوجود والنفوذ والتأثير السياسي الكبير وتقاطعات المصالح بواشنطون تحكمها عدة كيانات ولوبيهات يمثل الكيان الصهيونى منها عاملاً كبيراً فى تحديد حجم العلاقات والسياسات الامريكية تجاه الدول. وما بين الخرطوم وواشنطون تخطى حجم الاختلاف السياسي والدولى ليصل مرحلة الحرب الباردة التى تشنها واشنطون على السودان، فمنذ فرض العقوبات الامريكية على الخرطوم واحكام قبضة الحصار الاقتصادى على السودان، ظلت امريكا تهيمن تماماً على تضييق ازمات الخناق الاقتصادى الذى ترتب عليه تدمير الاقتصاد ومحاربة صندوق النقد الدولى للسودان، وما آل اليه الوضع الحالى من ازمات متعاقبة. استغلال للفرص فى ختام دورة الرئيس الامريكى باراك اوباما بحسب ما اتفقت عليه مجموعة من المحللين والسياسيين السودانيين من بينهم القيادى بالوطنى دكتور قطبي المهدى، فإن الفترة الحالية والسابقة فى امريكا وفي تقريري، حذرت وقلت ان المناخ مهيأ تماماً لامريكا تجاه اصلاح علاقاتها مع السودان، خاصة في عهد الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيرى. وفى حال انتهاء دورة اوباما الرئاسية الحالية وتقدم اليمين المسيحي يبقى صعباً جداً تطبيع العلاقات معها. واعتقد ــ والحديث لدكتور قطبى المهدى ــ انهم استمعوا كثيراً جداً لاطراف كثيرة في السودان في زياراتهم، ولكن الملاحظ انه في اثناء الزيارات المتكررة للوفود الامريكية للسودان هنالك بعض الرسائل المرسلة، فهم اولاً ارادوا ان يبعثوا برسالة مبطنة بأن رئيس المجلس الوطنى ووفده الذى غادر لامريكا تم منحهم الفيزا في آخر لحظة، الشيء الثاني عندما زار الرئيس البشير الصين هاجموا هذه الزيارة هجوماً شرساً جداً، وهاجموا الصين وتكلموا مرة ثانية عن المحكمة الجنائية، وقالوا ان هناك قرارات من المحكمة يجب ان تحترم. واعتقد ان الذين عولوا على نتائج الزيارة كانوا مخطئين، ولكن في نهاية الأمر كونهم يستمعون هذا امر جيد، والرئيس الامريكى باراك اوباما الآن غير مدين للكونغرس كونه لن يدخل انتخابات، لأن هذه آخر ايامه. كما يرى د. قطبي ان وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور دبلوماسي جيد جداً وشخص سياسي. تفاهمات مستقبلية ويشهد لوزير الخارجية ابراهيم غندور سعيه واجتهاده المستمر لتحسين العلاقات ما بين الخرطوم وواشنطون، ومما يؤكد ذلك أنه سيستغل تماماً فرصة لقائه بنظيره وزير الخارجية الامريكية جون كيرى فى فيينا على هامش اجتماع حول الاوضاع فى دولة ليبيا الذى سينعقد اليوم فى فيينا بحضور عدد من وزراء خارجية دول مثل امريكا وروسيا وايطاليا والصين والاتحاد الاوربي والامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية، وقد اتت الدعوة لوزير الخارجية ابراهيم غندور من وزيرى الخارجية الامريكى والايطالى. وتوقع عدد من المحللين ان يتناول اللقاء ضرورة استمرار الحوار ما بين السودان وامريكا حول عدد من القضايا المشتركة، فى مقدمتها رفع العقوبات الاقتصادية على السودان، وفى هذا الاتجاه فإن هنالك عدة لقاءات وتبادل للرسائل عبر سفارتنا فى واشنطون مع الاستمرارية فى الحوار المباشر وغير المباشر، على ان مضمون اللقاءات والرسائل تتمحور غالباً حول العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى رأسها رفع اسم السودان من قائمة الارهاب والحصار الاقتصادى وبناء علاقات جيدة بين البلدين. وفى حديث وزير الخارجية حول ما اذا كانت الخارجية قد تلقت اشارات محددة بشأن رفع العقوبات، فقد ذكر غندور مسبقاً انهم لا يستطيعون القول إننا تلقينا اشارات، بيد ان تفاهمات تجرى بين الجانبين، وبالتالى نحن لا نتفاءل او نتشاءم نحو شكل النهايات كونها تحد من التوصل لتفاهمات مستقبلية. اجتهادات غندور المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر اوضح لـ «الإنتباهة» انه ومنذ احداث سبتمبر حدث تقارب الى حد التحالف والصداقة فى الآونة الاخيرة ما بين واشنطون والسودان، واتفق الجانبان على اجندات متعلقة بمحاربة الإرهاب وحل قضية الجنوب وحل ازمة دارفور، والحكومة نجحت الى حد بعيد فى مكافحة الارهاب وتنفيذ اتفاقية نيفاشا وتوقيع اتفاقية ابوجا مع مجموعة من الحركات المسلحة، الا ان جهودها لم تشفع لها فى كسب الدعم الامريكى وجنى ثمار هذه الجهود مع امريكا التي ترى الآن أن الحل الامثل فى تنفيذ الحوار الوطنى، وتشترط اخضاع المجموعات المسلحة فى الحوار مما يحدث اختلافاً بينها وبين الحكومة، الا ان هذه الاختلافات لم تصل الى حد المواجهة العسكرية بين الدولتين، والحل الآن يقبع بين يدى الوطنى، فهو من يمتلك الحلول عبر الوصول الى شراكة وانجاح الحوار، لذلك اكد آدم خاطر أن تدخلات المخابرات الامريكية فى الشأن السودانى لا تخرج من كونها محاولات للضغط لتنفيذ متطلبات واشتراطات واشنطون، اضافة الى ان مجموعة من الكيانات تشكل مجموعات ضغط اقتصادى وسياسي هى من تتمسك بفرض العقوبات على السودان. وبالرغم من ان اجتهادات الخارجية فى هذا المجال عملت على اكتساب آراء واجتهادات مجموعة من اعضاء الكونغرس الامريكى ممن لا يرون مبرراً منطقياً تفرض به واشنطون اجنداتها على السودان. مربع الخلافات ومن جانب آخر لا بد أن يتطرق النظيران للتوتر فى الخلافات التى حدثت أخيراً، ومن بينها عدم موافقة واشنطون على منح فيزات لوزير الداخلية عصمت عبد الرحمن ووزيرة الدولة بالصحة الاتحادية سمية أكد ووزيرة التربية والتعليم، وطلب رئيس الجمهورية شخصياً عمر البشير فى 2013م بمنح فيزا لدخول الولايات المتحدة الامريكية، وفى المقابل استهجنت وزارة الخارجية ممانعة واشنطون، واكدت انها ستتعامل بالمثل في ما يختص بزيارات المسؤولين الامريكين للسودان.. كما انه لا بد من التطرق لما قامت به أخيراً مجموعة من اعضاء الكونغرس الامريكى بمطالبة بتشديد العقوبات على السودان، ومسبقاً المطالبة بادخال عائدات المعادن ضمن الحصار الاقتصادى المفروض على الدولة، وفى السياق كذلك لا بد من التوضيح لامريكا بأن السودان الى الآن يلتزم بتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى، وحثها لإرغام الحركات المسلحة على الانضمام للحوار الوطنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق