الخميس، 12 مايو 2016

البشير في كمبالا .. زيارة نادرة ومهمة

تفاجأ كثيرون بالخبر الذي انفردت به (آخرلحظة) ، والخاص بزيارة متوقعة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير ، إلى يوغندا اليوم ، لكن إذا ما نظرنا الى الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس اليوغندي يوري موسفيني للخرطوم في سبتمبر من العام الماضي بعد قطيعة دامت لنحو عشرة أعوام بين الخرطوم وكمبالا لعل عنصر المفاجأة قد يتبدد أو ينتفي تماماً.
وسبق وصول موسفيني للبلاد ، زيارة قام بها نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن إلى يوغندا في فبراير من العام الماضي ، وضعت النقاط على حروف تفاهمات البلدين وكان حسبو قاد وفداً رفيعاً وقتها ضم وزيري الداخلية والدولة بالخارجية ومديرى جهاز الأمن والمخابرات، و الاستخبارات العسكرية، وعدداً من الخبراء. أبدى موسفيني خلال الزيارة مرونة واضحة حيث أعلن عن طرد بلاده لقادة بارزين من الحركات المتمردة السودانية من أراضى بلاده، وبحسب وزير الدولة بالخارجية د. عبيد الله الذي رافق النائب أن اللقاء مع الرئيس الأوغندي اتسم بالشفافية والصراحة وخاصة فى تناول الملف الأمني. وعاد نائب الرئيس للبلاد والسعادة تغمره, وقد وصف المباحثات بالإيجابية والمثمرة.

تقرير : فاطمة أحمدون

ماضي تعيس:
بالعودة لتاريخ علاقات البلدين ربما نجدها الأسوأ للسودان مع دول الجوار (باعتبار أن يوغندا كانت جارة قبل انفصال الجنوب) ، وقد شهدت قطيعة منذ بواكير الإنقاذ ، وبدأ الخصام مبكراً بين الطرفين عندما طردت يوغندا في العام 1992 دبلوماسيي الخرطوم ، وتم إغلاق السفارة السودانية ، رغم أن العامين (90 و1991) ، كانا مختلفين حيث شهدا صعود العلاقات الى قمتها ، وكانت الصلات مزدهرة للغاية ، لدرجة أن يوغندا كانت تورد (الشاي) ، للسودان عندما كان السوق يعاني من شح في الشاي وغيره من المواد التموينية.
ثم تواصل العداء المستحكم بين البلدين ، عندما احتضن موسفيني الذي يحكم بلاده منذ يناير 1986 ، الحركة الشعبية الجنوبية بقيادة الراحل جون قرنق وظل يوفر لها كافة احتياجاتها من دعم عسكري ولوجستي ، وازدادت توترات علاقات (الخرطوم / كمبالا) ، عقب إتهامات الأخيرة للأولى بدعم جيش الرب اليوغندي الذي يناصب نظام موسفيني العداء.
وظلت تلك الإتهامات متبادلة بين الطرفين لعقدين من الزمان ، إلى أن وضعت الحرب في الجنوب اوزارها وتم التوصل لإتفاق سلام في العام 2005م وبعدها هدأت الأوضاع قليلاً. ثم مالبثت الأحوال إن تغيرت وبشكل كبير عقب إنفصال الجنوب في العام 2011م وتنقطع صلة الجوار بالسودان.
حرب جديدة:
ولعل الأقدار تسوق السودان ويوغندا من سيئ إلى أسوأ ، إذ توسعت أطماع يوغندا في الدولة الوليدة ، وظلت تستشعر خطورة  السودان كونه سيقف حجر عثرة أمام مشروع سباق المصالح لكن نشبت حرب جديدة في دولة الجنوب الوليدة في العام  2013م وعاد (السودان ويوغندا) الى مربع تبادل الإتهامات مرة أخرى ، وتسبب ذلك في تعميق الخلاف بين البلدين حيث دعم موسفيني الرئيس سلفاكير وإتهم الخرطوم بدعم قائد المعارضة الجنوبية د. رياك مشار, بينما رأت الخرطوم أن تمدد يوغندا بالأراضي الجنوبية غير مقبول.
 حقيبة الرئيس:
زيارة البشير إلى كمبالا بالرغم من أنها تأتي في إطار المشاركة لتنصيب موسفيني ، إلا أنها الهدف منها أمني من الدرجة الأاولى كما يقول السفير الطريفي كرمنو في حديثه لـ (أخر لحظة) وأكد أن يوغندا لن تجد غير السودان بغرض استتاب الأمن بدولة الجنوب ، وأشار كرمنو الذي عمل مسؤولاً بسفارة السودان بكمبالا في بواكير الإنقاذ ، أشار إلى إتفاق أن (سلفا / مشار) هش ولا يوجد أنسب من الرئيس البشير لتقوية ذلك الإتفاق, ونوه إلى أن المصالح تغلب على المكائد في إشارة الى مناصرة يوري موسفيني للمحكمة الجنائية في وقت سابق بينما مصالح بلاده تحتم عليه الآن ااإستنجاد بالرئيس البشير.
الملف الأول:
يبدو أن هنالك اتفاقاً من القوى السياسية والمحللين والمراقبين على أن  ملف الجنوب سيتصدر الملفات التي ستوضع على طاولة البشير موسفيني, ولأن الانفراج في العلاقات مع بين الخرطوم وكمبالا يصب في مصلحة الطرفين ،  ولكن هناك من يتطلع أيضاً لانتزاع الحكومه السودانية قرارات حاسمه بشأن الخارجين عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق