الثلاثاء، 16 فبراير 2016

مخرجات الحوار .. تعهدات رئاسية بإنفاذها ...!!

تعهد رئيس الجمهورية عمر البشير بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها أوامر الشعب، ونفى البشير أن تكون مبادرته إلى عملية الحوار الوطني ناتجة عن ضعف أو إملاءات بل هي إيمان راسخ بأن الحوار هو السبيل لمعالجة أزمات البلاد.
وأكد البشير أن اللجنة العليا التي تدير الحوار حاليا لن يتم حلها بعد انتهاء هذا الحوار، بل ستواصل عملها لمراقبة تنفيذ المخرجات.وفي السياق قالت عضو لجنة الهوية في مؤتمر الحوار الوطني السوداني زهراء الصافي، إن الرئيس عمر البشير سيصدر قرارات وموجهات رئاسية للوزراء والمجالس التشريعية، لتنفيذ مخرجات الحوار. وأكدت تكوين لجان صغيرة لمتابعة تسليم وثيقة المخرجات إلى الجمعية العمومية للحوار.وأضافت زهراء، أن لجان الحوار الوطني نجحت في الوصول إلى مخرجات متوافقة رغم تعثرها في مرحلة التداول والنقاش في البداية، معتبرة أن الحوار الآن في مرحلة التجويد.

وأفادت أن مخرجات الحوار في ما يخص الهوية قطعت بأن الجميع سودانيين، يجب أن يتمتعوا بحقوق متساوية وتنمية متساوية، وكل الخدمات ممثلة في التوظيف في الخدمة والقوات النظامية.وقالت: "نحن متمسكون بالحوار الوطني نسبة للضمانات التي أطلقها الرئيس ممثلة في تنفيذ مخرجاته". ويذهب مراقبون إلى القول بأن كل الآمال معقودة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، فالبلاد قاب قوسين أوأدنى من شفا حفرة التمزق، فلا مؤتمرات الدوحة ضمدت جراح دارفور، ولا مفاوضات أديس في المنطقتين، جنوب كردفان والنيل الأزرق،أتت بجديد. فمازال الدم ينزف ومازالت مشروعات التنمية متوقفة. وتؤكد تصريحات رئيس الجمهورية عن الحوار الوطني وإصراره على قيامه وتنفيذ مخرجاته، تؤكد جدية الدولة في السعي لحل كافة القضايا الوطنية العالقة، وآن الأوان أن نتجاوزالأطر الحزبية الضيقة التي ننظر من خلالها لقضايا ومشاكل السودان كما هو الحال طيلة فترة حكومة الإنقاذ وهيمنة المؤتمر الوطني. . فتحديات الحوار الوطني داخلية وليست خارجية كما يزعم البعض فتقاطعات المصالح هي المهدد الرئيس لمآلات الحوار الوطني،و المتابع لتصريحات القوى السياسية المعارضة والمنضوية تحت آلية الحوار يلاحظ الجدية في قيام المؤتمر حتى الحركات المسلحة أبدت حسن النية في المشاركة عبر الرئيس التشادي، أو عن قناعاتها الذاتية. إذن.. هذه من المبشرات الإيجابية التي يمكن أن تُسهم بشكل مباشر في نجاح المؤتمر ونجاح مؤتمر الحوار الوطني. يعني تفويت الفرصة للتدخل الخارجي في قضايانا الوطنية الداخلية، فينبغي أن يكون إجماع أهل السودان أقوى من كل إرادة خارجية إقليمية كانت أم دولية. فالذي يحدد مصير السودان، هم أبناء السودان، وليس مجلس السلم الإفريقي، أو الأمم المتحدة، وهذا لايتم إلا بتنازل كبير من جميع الاطراف ويتواضعون لحل القضايا الوطنية المتأزمة،

عموما فإن أربعة أشهر حسوما هي التي قضاها المتحاورون في قاعة الصداقة تكفي بأنتأتي بمخرجات ووصفات ناجعة تزيل كثير آلام يعاني منه الراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد فمن بين الذي خرج من تلك المخرجات هو ما أكده رئيس لجنة قضايا الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار بروفيسور بركات موسي الحواتي أن اللجنة توصلت لعدد من المخرجات من بينها انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب وقيامه بتعيين نائبه.الحواتي أضاف أن من ضمن المخرجات التي أقرتها اللجنة قيام القضاء باقتراح رئيس للقضاء علي أن يعتمده رئيس الجمهورية كما أكدت اللجنة علي إقرار مبدأ الحكم الراشد وما يتعلق به من ضوابط تتعلق بالمسألة ومبدأ الشفافية وتوفير احتياجات المواطن بالكفاءة اللازمة.فيما يتعلق بهيئة إعداد الدستور أوضح أن اللجنة رأت أن تحال هذه المسألة للموافقين للاختيار بين لجنة قومية تتشكل من الأحزاب والخبراء والمختصين وذوي الخبرة وبين أن تتولاه جمعية تأسيسية منتخبة.كما أعلنت لجنة الحريات والحقوق الأساسية بالحوار الوطني فراغها من غالبية المهام الموكلة إليها، مبينة أنها وصلت الآن إلي أعتاب إخراج التوصيات. وقال الأستاذ أبوبكر احمد الرئيس المناوب للجنة إن المؤشرات تشير إلي تسارع الخطوات المتقدمة نحو تأسيس دولة القانون والحقوق وفقاً للوائح والقوانين المنظمة لذلك، مبيناً أن ما يدور حالياً باللجنة سيفضي إلي مخرجات يتوافق عليها الجميع تقود إلي استقرار دائم بالبلاد. إذا فالواقع يقول إن الحوار في حد ذاته يعد فرصة تاريخية للجميع، حتي لا تنزلق البلاد نحو مصير سوريا وليبيا، وأثبتت المجتمعون عملياً ومن خلال المداولات والنقاشات الهادفة والصائبة أن الحوار ليس لتمديد أجل حكم المؤتمر الوطني كما ظن البعض وعملياً ومن خلال ما رشح من مداولات ومخرجات فإن الحوار لم يعد ملكاً للوطني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق