الاثنين، 26 مارس 2018

بين تيلرسون وبومبيو .. الخرطوم على أعتاب مرحلة جديدة

تقرير : رانيا الأمين
التغيير الأخيرة التى حدث في الولايات المتحدة بإعلان الرئيس الأمريكي إقالة تيلرسون من منصب وزير الخارجية وتعيين المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايك بومبيو خلفا له، اثأر عدداً من تساؤلات الأوساط السودانية حول تأثير تلك التغيرات على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه السودان بصفة عامة وملف الإرهاب وازالة اسمه من القائمة السوداء على وجه الخصوص.
بصرف النظر عن الطريقة التى تمت بها اقالة وزير الخارجية الأمريكية الا ان تعيين بومبيو خلفاً له في هذا التوقيت يمثل تحولاً في القرار السياسي الأمريكي تجاه القضايا الدولية، خاصة منطقة الشرق الأوسط التى كانت لديها اعتبارات عديدة لدي تليرسون، بجانب ان الخطوة من شأنها ان تحد من التناقضات التى كثيراً ما بدرت في الخطاب الأمريكي والتوجهات السياسية بين الرئيس ترامب وتيلرسون التي وصلت في بعض الأحيان الى  حد الخلاف في وجهات النظر.
ولما كانت شخصية الرئيس الأمريكي التى توصف بالمزاجية وغير المفهومة الا ان قراره الاخير بشأن وزارة الخارجية وصفه بعض المراقبين بانه ليست تغييراً في الاشخاص بقدر ماهو تغيير في السياسة الخارجية الأميركية مستقبلاً، معتبرين انه لا يمكن أن يكون للرئيس رأي ووزير خارجيته رأي آخر يمارسه في دوائر مغلقة لصناعة القرار وهو الامر الذي كان يحدث بين ترامب وتيلرسون.
لاشك ان اهتمام السودان بالتغيرات داخل الولايات المتحدة نابع من اهمية الملفات المرتبطة بين الخرطوم وواشنطن فيما يختص بملف الارهاب وازالة اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية له، واستبشرت بعض الاوساط بتولى بومبيو لمنصب وزير الخارجية الأمريكية نظراً لخلفيته السابقة واطلاعه الكامل بدور السودان في مكافحة الإرهاب ابان توليه لادارة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) والتى اصدرت في آخر تقاريرها في نهاية العام 2016 م اشادة بدور السودان في مكافحة الإرهاب واقرارها بانه اصبح من الدول المساعدة في مكافحة الظاهرة، فالرجل بحسب تطلعات الأوساط السودانية يمكنه ان يختصر كثير من الطرق في الحوار بين الخرطوم وواشنطن لازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب بحسب خلفيته وإطلاعه الدقيق على ملف مكافحة الإرهاب.
وكان الكاتب البريطاني لورانس فريمان قد اكد إن السودان يمتلك موقعاً إستراتيجياً متميزاً في شرق أفريقيا وأنه يجب الإعتراف بأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد فشلت في سياساتها تجاه السودان. وقال فيرمان في مقال له نشر على موقع “modernghana” إن الفرصة سانحة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وضع العلاقات السودانية الأمريكية على مسار إيجابي من خلال الترتيب لإجراء محادثات مباشرة.
ويقول الباحث في الشؤون السياسية محمد فضل السيد ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متقلب المزاج ويصعب التنبوء بقراراته ومواقفه الا انه أكد أن بومبيو قد يفيد السودان إيجابا وقال ان استفادة السودان من منصب الرجل يعتمد على قدرة الدبلوماسية السودانية على توظيف الفرصة عبر مدخل العلاقات المخابراتية السابقة والمتمثلة في التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب منذ فترة طويلة.
ودعا فضل السيد الى ضرورة استغلال وجود بومبيو في الخارجية الأميركية وتحقيق اختراق في تطبيع العلاقات بين البلدين، باعتبار انه كان على راس احد اهم الاجهزة التى تعتمد عليها الإدارات الأمريكية في تقصي معلوماتها.
ومن المعلوم ان الجهات الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة اصبحت على قناعة كاملة بتعاون السودان في مكافحة الإرهاب بل انه يعد من اكثر الدول استقرارا مما اهله للقيام بمبادرات في دول الاقليم من حوله مما اسهم في تحقيق الاستقرار بين دول المنطقة، كما ان واشنطن لا تخفي انها تعول كثيراً على الخرطوم للعب دور ايجابي في تهدئة الأوضاع في أفريقيا الوسطى ودول البحيرات وحوض النيل، فضلاً عن مكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وعلى الرغم من ان اتخاذ القرار من وزارة الخارجية يختلف كثيراً من اعداد التوصية في وكالة المخابرات المركزية الا ان مما لاشك فيه ان الفرصة الآن مواتية أمام الدبلوماسية السودانية للترتيب لمفاوضات بناءة وايجابية تؤدي الى إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مع الآخذ في الإعتبار ان التغيرات داخل اجهزة صنع القرار داخل الولايات المتحدة يمكن ان تساعد في تأسيس مرحلة جديدة في علاقات الخرطوم وواشنطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق