الاثنين، 5 مارس 2018

عودة السفير السوداني.. هل يتحسن السلوك المصري ؟

تقرير: رانيا الأمين
مرت العلاقات بين السودان ومصر بكثير من المنعطفات خلال الفترة الاخيرة،  ويبدو أن الخرطوم قد فاض بها الكيل جراء ممارسات القاهرة  الموجهة ضدها وهو ما دفعها لاستدعاء السفير عبد المحمود من القاهرة في وقت سابق.
وتعلم القاهرة ان خطوة سحب السفير دلالة ورسالة واضحة من جارتها الجنوبية بأن صبرها قد بدأ ينفذ من عدم الإلتزام المصري بحسن الجوار وتماديها في محاولات إضعاف السودان لوجستياً.
وعلى الرغم من ان استدعاء السفير شأن سوداني الا ان وزير الخارجية المصري ظل يفتي باقتراب اجل عودة السفير، وهو ذات الرجل الذي تصدي لأجهزة الإعلام وقتها مبرراً سحب السفير بانه امر تم بغرض التشاور فيما يتعلق بقضية حلايب وشلاتين. وتدرك القاهرة ان الممارسات التى ظلت تقوم بها تجاه الخرطوم اجبرت الاخيرة على إتخاذ الخطوة خاصة وان استهداف الرموز المصرية للسودان كان علينا من خلال الإعلام المصري الذي درج على القيام بحملات متزامنة للنيل من السودان والإساءة لمواطنيه.
لاشك ان هنالك بعض الدول التى تسعي الى ديمومة الأزمة في السودان بغرض ارهاقه سياسياً واقتصادياً وامنياً لكن من المستغرب ان تكون القاهرة احدي تلك الدول لجهة المواقف الإيجابية للسودان الداعمة لمصر على المستويين الإقليمي والدولى، لكن يبدو ان القاهرة اصبحت تخشي من تمدد دور السودان بعد رفع العقوبات الإقتصادية واستتباب الأوضاع الأمنية داخله، وهو ما دفعها لإثارة الأزمات واحدة تلو الأخرى لتحجيم الدور السوداني، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف لم تتحرج من التعاون مع الحركات المتمردة .
فسرت بعض الأوساط المصرية عودة السفير السوداني للقاهرة بانها تعني انتفاء اسباب الإستدعاء غير ان الرجل كان واضحاً حينما قال بخلاف ذلك، خاصة وان استدعاء السفير مثل إقرارا بعمق الأزمة بين الجانبين بشأن جملة من المشكلات التي تواجه العلاقة بينهما.
كثير من المراقبين يرون ان العلاقات بين الخرطوم والقاهرة محكومة بالروابط الشعبية والثقافية غير ان الملفات العالقة بين الطرفين لم تزل تطل برأسها من حين الى آخر، فضلاً عن متغيرات السياسة الخارجية المصرية تجاه السودان في ظل استمرار الإستفزازات المصرية في مثلث حلايب والتي تعتبر من اكبر العقبات التى تواجه تطور العلاقات بين البلدين، فالقاهرة جعلت من الصعب التصور بامكانية حل الأزمة على الأقل في الوقت الراهن.
ومعلوم ان قضية حلايب من اكثر الملفات التى تثير التوتر بين الخرطوم والقاهرة فقد ظل السودان يؤكد حقه في الحفاظ على كل شبر من اراضيه، وقد ذكر وزير الخارجية ابراهيم غندور أن موقف السودان في قضية حلايب لا يزال كما هو التفاوض أو التحكيم، واضاف  لكن مصر تتمرس خلف رفض التحكيم ويتحدثون عن خيارات قديمة مثل التكامل، وأبان أن الطرفين اتفقا على عدم التصعيد وإبقاء الوضع كما هو، وترك الأمر للرئيسين بعد أن قدمت لجنة رباعية من وزيري الخارجية ومديري المخابرات مقترحاتها. وأشار غندور إلى إن العلاقة بين البلدين تتأرجح صعودا وهبوطا، لكنها لم تصل إلى مرحلة المواجهة في أي وقت. وأضاف أن العلاقة بين البلدين متجذرة، خاصة بين الشعبين، وستعود كما كانت متجاوزة كل ما هو مؤقت.
يبدو ان الخرطوم بعد أن أدركت أن رسالتها قد وصلت  إلى بريد القاهرة قررت اعادة السفير السوداني إلى هناك، وذلك عقب الإتفاق الرباعي الذي حث على ضرورة الوقف الكامل لكل أشكال مهاجمة السودان، ومنع التعرّض له في وسائل الإعلام المصرية المختلفة والتوقف الكامل عن الإساءات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق