الثلاثاء، 6 مارس 2018

السودان والصين .. الشراكة الإستراتيجية التى لا تصدأ!

لن يحدث ان يفرط السودان استراتيجياً في حليفه الاستراتيجي الصين. اذ ان الصين واحدة من القوى الدولية الكبرى التى اسند اليها السودان ظهره -آمناً- اليها في المحافل الدولية المختلفة يوم كانت القوى الدولية بأسرها لا شغل لها سوى محاصرة السودان وملاحقته واضعافه.

وزير الدولة بالخارجية السودانية حامد ممتاز أكد ان الرئيس البشير سوف يشارك في منتدى التعاون الافريقي الصيني المنعقد في الفترة المقبلة بالعاصمة بكين.
الوزير السوداني قال للصحفيين مطلع الاسبوع الماضي ان الصين تعتبر الشريك الاستراتيجي الاوحد للسودان خلال السنوات الماضية، واضاف ان العلاقة بين الخرطوم وبكين تميزت بالشراكة الاستراتيجية والاقتصادية الفاعلة. والرئيس البشير شخصياً ظل يولي العلاقة اهتماماً خاصاً فقد وجه وزارة الخارجية السودانية بضرورة تعزيز العلاقة مع الصين فى كافة المجالات والعمل على ترتيب زيارة تاريخية للرئيس الصيني للخرطوم العام الحالي.
ولا شك ان اهتمام الرئاسة السودانية بهذه العلاقة ينهض دليلاً آخر له بتعيين مسئول خاص لمتابعة ملف العلاقة، وهو الدكتور عوض أحمد الجاز والذي يباشر منذ سنوات متابعة ملف العلاقات بين الدولتين لما لهذا الملف من اهمية قصوى.
وإذا عدنا إلى سطور التاريخ -لعشرين عاما للوراء- فان الصين هي التى بادرت بعرض شركاتها الاستراتيجية على السودان حين ولجت الى مضمار انتاج النفط في السودان، أواخر تسعينات القرن الماضي، و تكشف الظروف التى بادرت فيها بكين بهذه الشراكة ان الصين لم تأبه وقتها قط بحجم المؤامرات و الدعاية السوداء التى كانت موجهة ضد السودان، ففي تلك السنوات كان صعباً على دولة مثل الصين لها عضوية دائمة في مجلس الامن، ومرتبطة بمصالح مهمة مع القوى الدولية المؤثرة مثل الولايات المتحدة ان تلج مجال الاستثمار فى بلد كالسودان كان يعاني من مشاكل وحروب اهلية مستغلة على اطرافه.
دخول الصين إلى السودان فى تلك الظروف الحاكمة كان يعني ان الصين تنظر إلى السودان بعين استراتيجية و تدرك ان ما يحاك ضده لم يكن حقيقياً البتة، ولا شك ان ان نظرة الصين تلك كانت صحيحة بدليل ان السودان بالفعل نجح في رفع العقوبات الاقتصادية التى دامت لعقدين من الزمان.
السودان من جانبه ادرك ان الصين دولة جارة، لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول ولا تخلط الاقتصاد و السياسة، ولا تفرض رؤاها السياسية. من هنا يجيء موقف السودان المهتم بتفعيل هذه الشراكة والحرص عليها حرصاً بالغاً.
من جانب آخر فان دخول الصين إلى افريقيا -بكل ما في هذه القارة من موارد ومشاكل- يعني ان الصين حريصة على استثمار الموارد و تنمية و تطوير قدرات وموارد بلدان القارة الافريقية وهذا ما جعلها -أي الصين- تحرص على اقامة المنتدى الدوري لمناقشة قضايا التعاون بينها وبين دول القارة وكيفية الارتقاء بهذا التعاون والاستفادة منه دول القارة هي الاخرى وجدت في الصين قوى عظمى لا تمارس الهيمنة وفرض ايدلوجيتها، المهم لديها والشراكة الاستراتيجية القائمة على تبادل المنافع.
لكل هذا فان حرص السودان المتمثل في اعداد الرئاسة السودانية عدة المشاركة في هذا المحفل الصيني الافريقي هو حرص نابع من إدراك دور الصين وأهميتها فى معادلة التوازن الدولي.
كما ان حرص السودان على  استقبال الرئيس الصيني في الخرطوم خلال هذا العام بالذات بمثابة ارسال رسالة إلى العالم ان شراكة السودان مع الصين باقية وممتدة حتى بعد رفع العقوبات الامريكية، وان ما يشاع عن وجود فتور فى هذه العلاقة محض احاديث ترغب في إنهاء هذه الشراكة الاستراتيجية لصالح قوى دولية اخرى. وهو ما لم يحدث ولن يحدث قط!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق