الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

بعد فشل العصيان ..ماهي خيارات عبد الواحد؟

تقرير: رانيا الأمين(smc)
لم يجد عبد  الواحد محمد نور سبيل امامة سوي التباكي على فشل العصيان المدني الذي دعت له الحركات المسلحة على رأسها حركته اذ ظل يكثف الترتيبات لإنجاح العصيان المدني بالتنسيق مع بعض الجهات السياسية التي قادت حملة العصيان في الداخل.
مثل هذا الفشل ضياعاً لسراب عبد الواحد الذي فشل في تغيير النظام بقوة السلاح منذ نشأت حركته بعد أن أعتبر أن الهدف من العصيان المدني هو إسقاط الحكومة فى الخرطوم وهو مشروع الحركه الذى ظلت تنادى به لذلك من الأهمية المشاركة الفاعلة بعتبئة المواطنين لإنجاحه.
لم تلامس توقعات عبد الواحد وغيرة من حاملي رآية العصيان المدني ارض الواقع فالإستجابة كانت منعدمة منذ الساعات الأولى لعصيان 19 ديسمبر، مما وضع عبد الواحد والاحزاب السياسية المعارضة التي ايدت العصيان أمام سؤال ملح حول ذلك ..وهل يعود سبب يعود لعدم فاعلية هياكلها أم أن عدم نجاعة آخروسائلها في محاولة اسقاط النظام؟
ويري المتابعون للشأن السياسي أن ظهور الحركات المسلحة والحزب الشيوعي وغيره من احزاب المعارضة اثر سلباً على اهدافهم مما جعل نتيجة العصيان تخالف جميع توقعاتهم.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية د.حاج حمد إن ضعف المشاركة في العصيان المدني يعود لعاملين مرتبطين ببعضهما البعض اذ يري أن العامل الأول هو تجاهل الحكومة لدعوة العصيان الأولى ، اما العامل الثاني فقد ارجعة  حاج حمد الي النتائج الإيجابية التي افضت اليها الحملة التي قادتها الحكومة لمناهضة الدعوة الثانية مقابل عدم فاعلية بعض الأحزاب المعارضة والحركات المسلحة في الحشد رغم إعلان تأييدها باكراً.
لم يكن عبد الواحد نور الأول في التعويل علي العصيان المدني اذ سبقة في ذلك مالك عقار الذي سارع الي تحريض دعاة العصيان المدني علي ضرورة تنفيذه وصولاً الي تغير النظام لكن ممايبدو أن ظهور عقار وعبد الواحد اثارت حفيظة العقلاء من دعاة العصيان ممادفعهم الي نفض ايديهم من تنفيذه خوفاً من أن يفضي العصيان الي نتائج تكون وبالاً علي الشعب السوداني وتحقيق أجندة الحركات المتمردة ، مما دفع عبد الواحد الي التحسر علي فشل العصيان الذي يعتبر من وجه نظر المحللين السياسيين اخر خيارات عبد الواحد نور الذي ظل يتشبث بأي من اسلحة المعارضة حتي يستطيع إعادة إحياء حركته .
أبدى عدد من دعاة العصيان عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الإجتماعي رفضهم لتنفيذه لجهة أن مطالب الحركات المسلحة ظلت على مر السنوات تختلف عن تلك التي يطرحها الجمهور، بجانب أن الحركات اعتادت إستخدام العنف لتحقيق غاياتها بينما هم يفضلون الوسائل الناعمة.. هذا الخلاف وضع القائمين على امر “العصيان” في حيرة بين محاولة التنفيذ من اجل حفظ ماء وجوههم ، والقبول بتنفيذ اجندة الحركة الشعبية قطاع الشمال والإستماع الي تحريضات مالك عقار ومن بعده عبد الواحد.
فالأخير الذي فقد اخر معاقله في منطقة  جبل مرة  التي لم يتبق فيها قوي موازية للدولة واصبح جميع مجتمعها يؤمن بالسلام والحوار الوطني خاصة بعد الممارسات السالبة الذي ظلت تمارسها حركة عبد الواحد تجاه المواطنين لم يجد امامه خيار سوى الدخول في حرب الكترونية مع الحكومة عبر وسائل التواصل مستغلاً دعوة العصيان.
ومما لا شك فيه أن الهزائم الأخيرة التي تلقتها حركة عبد الواحد أثرت على تماسك ومعنويات جنوده مما دفعه للتمسك بالعصيان المدني مراهناً علي الجماهير التي لم تلبث قليلا الا وادخلته في دائرة الخذلان.
دفع فشل العصيان عبد الواحد للتباكي علي مشروع حركتة التي رأي بصيص امل في إعادتها مرة اخري عن طريق العصيان المدني الأخير منصباً نفسه مدافعاً من خلاله على الشعب السوداني، على الرغم من الفشل ، الا أنه لم يزل السؤال قائماً حول خيارات عبد الواحد محمد الرافض لجميع المنابر التفاوضية ودعوات الحكومة للسلام ، فهاهو رئيس الألية الأفريقية  رفيعة المستوي ثامبو امبيكي يزور السودان بهدف الوصول الي تفاهمات بين الحكومة والحركات المتمردة الأخرى لإستئناف المفاوضات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق