السبت، 24 ديسمبر 2016

بعد زيارة أمبيكي.. هل ستلحق الحركات بمهلة الرئيس؟

تقرير / وداد محمد علي  (smc)
أنهى رئيس الآلية رفيعة المستوي ثامبو أمبيكي، زيارة للخرطوم والتي جاءت بغرض تحريك جمود التفاوض مع الحركات المتمردة حول المنطقتين ودارفور، والدخول لمرحلة تفاوضية تحقق الأمن والاستقرار خاصة بمناطق النزاعات.
وقد ناقش ثابو أمبيكي، خلال لقائه برئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وقف العدائيات ووقف إطلاق النار باعتبارها من المسائل المؤثرة في الوقت الراهن، كما أنها تتعلق بالعون الإنساني لجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، بجانب مناقشة الحوار الوطني وما خرج به من توصيات وكيفية تطبيق هذه التوصيات مع الجهات المعارضة.
وتوقع مراقبون ان تحدث زيارة أمبيكي اختراقاً كبيراً في ملف استئاف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، وان تمضي الجولات القادمة للتفاوض بجدية أكبر، على خلفية تحديد الهدف بين الطرفين وتجاوز المزايدات والمماطلة في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية مواتية لتحقيق السلام.
هل من جديد؟
تبقت أيام معدودة على المهلة التي قطعها الرئيس البشير خلال مخاطبته ختام مؤتمر الحوار الوطني أكتوبر الماضي لتمديد فترة وقف العدائيات وإطلاق النار حتى نهاية العام، وذلك من أجل المزيد من تهيئة الأجواء للحوار والتفاوض، ومع قرب إنتهاء هذه الفترة شهدت الساحة السياسية حراكاً عقب الحوار والشروع في إجراء التعديلات الدستورية وتوقعات تشكيل حكومة الوفاق الوطني ومايصاحبه من حراك من أجل إنشاط المفاوضات .
ورحب الاستاذ عبد الرحمن أبو مدين عضو وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين بزيارة أمبيكي للبلاد من أجل تحريك جمود التفاوض ولكنه تساءل هل يحمل أمبيكي جديداً ؟ فيما يتعلق بمواقف الحركات المتمردة حول الطرح الحكومي، وتعنتت الحركات حياله من أجل إجهاض جولة التفاوض الأخيرة  أم أن هناك بعض الأجندة الجديدة التي تصنعها الحركات؟
وكان شهر أغسطس الماضي قد شهد فشل جولة للمفاوضات بأديس أبابا في مساري المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، وفي دارفور مع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان دون التوصل إلى أي اتفاق لوقف العدائيات وإطلاق النار.
وحمل رئيس الوفد الحكومي المفاوض حينها المهندس إبراهيم محمود حامد ، الحركة الشعبية مسؤولية معاناة المواطنين بإفشال المفاوضات. وقال إن الحركة خططت لإجهاض خارطة الطريق بالتعنت ووقعت عليها فقط لرفع الضغط الدولي والإقليمي الذي مورس عليها وعرقلة بقية الجولة، وهو ما حدث تماماً. وقال انّ الحركة تعمل على إطالة أمد الحرب وانها تريد ان تأتي الطائرات من جوبا لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين، وأضاف انّ الشعبية لا تهدف لإيقاف الحرب وجلب السلام. وهدفت لعرقلة خريطة الطريق. وتمسك بموقف الحكومة برفض دخول الإغاثة من الخارج، واضاف ان أية دولة ذات سيادة لا يمكن لها ان تقبل بتقديم إغاثة من خارج الحدود معتبراً دخول الإغاثة عبر الحدود خط احمر لا تراجع في ذلك.
وأشار إلى ان الحكومة لديها الآليات والمؤسسات التي يمكنها تقديم تلك المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السوداني كافة. وقال ان الحركة تقدمت بأرقام خيالية وغير حقيقية عن حجم المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطقها، وان الإحصاءات لدى الحكومة موثقة ومعتمدة من وكالات الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وإعتبر أبو مدين إن وصول امبيكي يأتي في إطار الحراك السياسي وتحريك ملف السلام وحث الحركات المسلحة للتوقيع على ملف القضايا الإنسانية وايصال الاغاثات للمواطنين من الداخل، مبيناً ان المستجدات الاقليمية والدولية ساهمت في إحراز تقدم ملحوظ في الجولات الخمس عشرة الماضية.
وكانت الحكومة قد طرحت مبادرة جديدة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمناطق التي تقع تحت سيطرة التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وذلك لكسر الجمود الذي لازم المفاوضات السابقة، وتقوم المبادرة على تشكيل آلية مشتركة تضم الحكومة والحركة الشعبية  قطاع الشمال، والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وممثلين للمنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية.
وجدد الوفد حرصه على توصيل المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان، وأكد رفضه لخيار الإغاثة المباشرة من خارج السودان لمناطق الحركة لما يمثله ذلك من انتهاك للسيادة والقوانين الوطنية. إلا ان الحركة الشعبية قطاع الشمال أصرت مجدداً على توصيل المساعدات من خارج البلاد لمناطق سيطرتها دون اتباع لأي إجراءات حكومية داخل السودان.

جولة جديدة
وتوقع مراقبون قيام جولات تشاورية  بين الحكومة والحركات المتمردة بالعاصمة اليوغندية كمبالا من أجل عقد لقاءات مع الحركات المتمردة، وذلك تحت رعاية الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، وتوقعوا إن يضم اللقاء الحكومة والحركات بجانب وفد الوساطة القطرية لدارفور ، وأكدوا إن اللقاء السابق لوفد الحكومة والحركات بكمبالا أحرز تقدماً ملحوظاً  الأمر الذي أدي لقيام الجولة الحالية .ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق