الأحد، 18 أكتوبر 2015

البـشـــير فــي الجـزائــر.. تـبـادل المصـالـح

تقرير : عمر دمباي
٭ زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير  إلى الجزائر التي جاءت عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني بدعوة من نظيرة الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والتي استغرقت ثلاثة أيام أتت بعد (16 ) عاماً اعتبرها مراقبون أنها طويلة بحكم العلاقة بين البلدين.. رافق الرئيس في هذه الرحلة وفد كبير، غالبية أعضائه من الاقتصاديين، بجانب أنه يضم عدداً من رجال الأعمال بالبلاد ..
وبحسب بيان صادر من وزير الخارجية  بروفسير إبراهيم غندور فإن الزيارة تأتي في إطار تبادل وجهات النظر حول المسائل الاقليمية والدولية، إلى جانب تعزيز فرص التعاون في الشراكات الاقتصادية القائمة، وتوصل الجانبان إلى فتح خط جوي وبحري إلى جانب قضايا المنقبين عن الذهب المحتجزين لدى السلطات الجزائرية.
٭ قضايا ذات اهتمام مشترك
وأكد غندور أن الجانبين اتفقا على ضرورة تفعيل العمل المشترك في الإطار الاقليمي لمنع تسلل المجموعات الإرهابية، مشيراً إلى أن المباحثات ناقشت سبل التعاون الاقتصادي على رأسها الاستثمارات الجزائرية والتصنيع الزراعي وتصدير اللحوم للجزائر .. بجانب التعاملات البنكية بين البلدين .. موضحاً أن الاتفاق تضمن فتح خط ملاحي بين البلدين،  واستئناف الرحلات الجوية، إلى جانب التطرق لمناقشة الأوضاع في المنطقة العربية، لا سيما في سوريا والعراق وليبيا واليمن .
٭زيارة ناجحة
سفير السودان بالجزائر عصام عوض متولي اعتبر أن الزيارة ناجحة بكل المقاييس وقال لـ (آخر لحظة) إن البشير التقى بنظيرة الجزائري ورجال الأعمال والمستثمرين ووزير الصناعة والنفط في الجزائر، لافتاً إلى أنه بحث أوضاع السودانيين المحتجزيين لدى الجزائر بسبب التنقيب عن الذهب.. وأضاف متولي: بالرغم من عدم وجود بروتكول أو اتفاق سابق بين الجانبين في هذا المجال إلا أن الحكومة الجزائرية استجابت لطلب الرئيس بإطلاق سراحهم .
٭مواقف مشرفة  
القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي أكد في حديثه أن زيارة  البشير للجزائر تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين، متوقعاً أن تشهد مزيداً من التطور في المجالات الاقتصادية.. وقال إن الجزائر لها مواقف مشرفة في المحافل الدولية الداعمه للسودان، والزيارة تأكيد  للروابط الموجودة، نافياً أن يكون هناك فتوراً بين البلدين .
٭الزيارة تأخرت كثيراً
أما  الخبير الاقتصادي محمد الناير بدا متفائلا من نتائج الزيارة، ووصفها بالموفقه لاعتبار أن الجزائر  قطر متميز.. ومن أكبر الأقطار المنتجة للغاز الطبيعي، ولها خبرة طويلة في إنتاجه، وكذلك  النفط واستخراجه، وقال بدون شك إن السودان يمكن أن يستفيد من هذه التجربة،  خاصة أن الوفد االمرافق للرئيس ضم عدداً من رجال الأعمال.. مما يدل على أهمية الزيارة، وأضاف في اعتقادي  أن الزيارة تأخرت كثيراً، ولا أعرف سبب التاخير، ولكن لا أعتقد أن التاخير كان من الجانب الجزائري.. والدليل أن الدعوة الآن جاءت منه.
٭العشرية السوداء
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعات السودانية محمد أحمد عبد الغفار وسفير السودان السابق بالجزائر أشار إلى أن الجزائر يمكن أن تلعب دوراً ايجابياً في ملف السودان الخارجي، لاعتبارات عدة من بينها أنها دولة ذات قبول في المجتمع الدولي مسموعة الصوت.. وقال: حتى الرؤساء الأوربين يستفسرون القيادة الجزائرية عن الأوضاع في السودان وثقافاته، لافتاً إلى أنها الزيارة  الرسمية الأولى للجزائر، باعتبار أن آخر زيارة للرئيس كانت في العام 1999م، وكانت خاصة بمنظمة الوحدة الافريقية آنذاك قبل أن تتحول  للإتحاد الإفريقي، وأوضح عبد الغفار أن الرئيس الجزائري زار السودان في العام 2001م .. وقال معروف أن الجزائر لعبت دوراً كبيراً في تحسين علاقات السودان بالدول الأوربية في العشر سنين الأولى لحكم الإنقاذ، إلا أنها ساءت في الفتره من العام 1991ـ1999م.. وحتى الجزائريين يسمونها (بالعشرية السوداء) ولكنها عادت قوية، لافتاً إلى أهميتها  بين  الدول العربية، فضلا عن أنها لها علاقة متميزة مع الإتحاد الأوربي، ولذلك يمكن أن تلعب دوراً في تحسين العلاقات بين السودان والإتحاد الأوربي، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية، بجانب أنها من أكثر الدول شمال القارة بها استثمارات أمريكية، مما يجعل الزيارة ناجحه بكل المقايسس ولها ما بعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق