الأحد، 14 يناير 2018

قلق واشنطن بشأن الحريات الدينية.. وعلاقته برفض الخرطوم لنقل القدس

رغم الشهادات الدولية بمستوى إحترام حقوق المسيحيين وكافة الطوائف الدينية بالسودان، فإن اللوبيات الأمريكية وبدعم من المنظمات المعارضة للتقارب مع السودان لازالت مستمرة في تشويه صورة ملف الحريات والتعايش الديني بالبلاد، وفي هذا السياق يأتي إدراج واشنطن للسودان على قائمة البلدان التي تشكل قلقاً خاصاً بشأن الحريات الدينية.
ويرى مراقبون أن هناك دوائر ضغط ولوبيات أمريكية أصبحت تحاول تسييس وتشويه عدد من القضايا للتأثير على تطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم وإدخالها في نفق المكايدات والدسائس التي تشوه صورة كل ماهو جميل في السودان، رغم شهادات كل القيادات المسيحية العالمية التي زارت الخرطوم وإشادتها بالحريات الدينية المتاحة والتعايش بين كافة الطوائف الدينية.
وقد أعربت وزارة الخارجية عن أسفها “البالغ” لوضع واشنطن إسم السودان على قائمة البلدان التي تشكل قلقاً خاصاً بشأن الحريات الدينية. وقال بيان للمتحدث الرسمي باسم الخارجية قريب الله خضر ، إن هذا الإعلان يتناقض مع الإشادات التي حظي بها السودان من العديد من رموز وقادة المؤسسات الدينية العالمية أبرزهم كبير أساقفة كانتربري إضافة لمفوض الحريات الدينية بالاتحاد الأوروبي ووفد للكونجرس الأميركي.
كما أشار المتحدث لزيارة مفوض شؤون الأديان بالخارجية الأميركية ورئيس الكنيسة الإثيوبية الذي زار كنيسة الجالية بالسودان وامتدح مستوى الأمن والحريّة واحترام حقوق المسيحيين في السودان. ونوه خضر الى ان انفتاح السودان واستقباله لعدد من الوفود يؤكد ثقة السودان واستناده لتأريخ ممتد من التعايش والتسامح بين الأديان والأعراق وحضارة عريقة عمرها آلاف السنين.
وأكد أن السودان يوفر لمواطنيه والمقيمين فيه واللاجئين حريات واسعة لممارسة حقوقهم وشعائرهم الدينية من خلال 844 كنيسة تتبع لها 319 مؤسسة تعليمية إضافة إلى 173 مركزاً ثقافياً وصحياً.
ودعا البيان الخارجية الأميركية إلى مراجعة ” إعلانها السالب وإنصاف هذا البلد الذي يستضيف ملايين اللاجئين دون أن يسأل أي أحداً منهم عن ديانته ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية”.
وأكد خضر استعداد الخارجية السودانية لـ “مواصلة الحوار حول هذا الموضوع لبيان حقائق الواقع والتجربة السودانية المميزة إقليمياً ودولياً والتي تستند لدستور للبلاد يكفل ويصون الحريات الدينية”.
كما أعرب د. أبوبكر عثمان وزير الإرشاد والأوقاف عن أسفه لهذه الخطوة الأمريكية، مؤكداً أن السودان لم يحجر على أي جهة بشأن الحريات الدينية. ووصف عثمان هذا الإجراء الأمريكي بأنه إدعاء ويتناقض مع الإشادات والمجهودات التي بذلها وحظي بها السودان في هذا الشأن، وقال أن خير دليل على ذلك زيارة أسقف كنيسة كانتربري للسودان مؤخراً والتي أشاد فيها بدور السودان في إتاحة الحريات فضلاً عن التعايش والتسامح الديني.
وأكد عثمان أن السودان لن يقبل بتلك الإتهامات التي تنقص حقوقه رغم الجهود التي يبذلها من أجل الحريات الدينية وإتاحتها لكافة الطوائف الدينية بالسودان، وزاد بالقول نحن لا نرضى بإنتقاص حق السودان.
وكانت لجنة التشريع والعدل وحقوق الإنسان بالمجلس الوطني، قد إتهمت مؤخراً بعض المنظمات والجهات الخارجية بمحاولة التشويش على ملف الحريات بالبلاد، وقالت حينها أن حقوق الإنسان في السودان محفوظة وفق القوانين والدستور والمعتقدات الموجودة والأعراف التي تحفظ هذه الحقوق، وقالت أن السودانيون يتعايشون سلمياً ولا وجود لإي إضطهاد ديني بينهم.
وأوضح عثمان آدم حسن نمر رئيس اللجنة إن الشعب السوداني بكل تكويناته متسامح، وأشار إلى أن مؤتمر جنيف لحقوق الإنسان أثبت أن هناك تطور ملحوظ لحالة حقوق الإنسان بالسودان وأن تقرير الخبير المستقل أثبت ان حكومة السودان لديها عمل ايجابي في حقوق الإنسان بالبلاد.
وتابع حسن إن دعاوى بعض المنظمات والجهات الخارجية بعدم وجود حريات للأديان بالسودان ووجود إضطهاد لحقوق الإنسان في جانب الأديان بأنه حديث غير صحيح قائلاً ” أن التعايش الدينى موجود بين السودانيين ولايوجد أي سابقة في هذا الشأن”.
ويؤكد القانوني والمحلل السياسي د. إسماعيل الحاج موسى أن إدعاءات واشنطن عن الحريات الدينية في السودان إتهامات ليس لها سند قانوني أوبينات وحيثيات، وأضاف إن واشنطن لن ترضى عنا وستظل تتآمر علينا، وقال إن بالسودان تعايش وحريات دينية لاتتوفر في جميع بلدان العالم.
وأشار إلى أن امريكا لاتريد للسودان ان تقوم له قائمة، ضارباً مثالاً بإستمرار وضع واشنطن للسودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب ضمن 6 دول على الرغم من ان الكل شهد للسودان بمكافحة الارهاب وتعاونه في هذا الصدد.
فيما قال أستاذ العلوم السياسية د. مرتضى الطاهر، من الواضح أن واشنطن قامت بربط موقف السودان الرافض لجعل القدس عاصمة لإسرائيل بهذه القرارات مدللاً على ذلك بالتهديدات التي اطلقتها أمريكا للدول الرافضة لهذا التوجه مؤخراً، وقال إن الولايات المتحدة تريد تطويع الكثير من الدول بخلق العديد من الموضوعات ومن ضمنها موضوع الحريات الدينية، وكذلك الضغط على هذه الدول وفرض عقوبات عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق