الثلاثاء، 9 يناير 2018

الإستفزازات المصرية في حلايب.. طفح الكيل

في تعدي سافر تجاه مواطني مثلث حلايب المحتل، دفعت السلطات المصرية بلجان تجنيد قسري لأبناء “حلايب وشلاتين وأبو رماد ووادى العلاقى”.
ولم تقف مصر عند هذا الحد، بل تمادت في إستبدادها وتطاولها حيث اعلنت الشهر الماضي عن اتجاهها لإنشاء سد في منطقة شلاتين السودانية المحتلة، وأيضاً تعدت الخروقات المصرية بمنطقة حلايب من مطاردة الأهالي إلى سرقة موارد المثلث المعدنية.
وكشف تقرير صدر مؤخراً عن محاولة شركات الجيش المصري السيطرة على للتعدين بالمنطقة بالتعاون مع شركات أجنبية، ومنعت السلطات المصرية التعدين التقليدي للمواطنين إلا عبر المسؤول المصري بحلايب.
وهذه التحركات المصرية دفعت البروفيسور عبد الله الصادق رئيس اللجنة الفنية للحدود مدير هيئة  المساحة، بوصف ما تقوم به السلطات المصرية بمثلث حلايب المحتل بأنه إستمرار في التعدي على الأراضي السودانية، وقال أن هذا التعدي سيأتي بنتائج عكسية لدولة مصر.
وأضاف الصادق إن إستمرار العدوان المصري على حلايب يحمل نظرة إستبدادية ومحاولة لجر السودان للدخول في إشتباكات مباشرة، ودعا إلى ضرورة إيجاد حلول لتلك القضية والتعامل فيها بالطرق السلمية، وزاد: إن حلايب سودانية وسنستردها.
وفي السياق قال المهندس الطيب مصطفى رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني إن مايحدث في حلايب من إعتقالات وحجز ومخططات للتمصير والتغيير الديموغرافي وإستباحة الشركات المصرية والأجنبية لخيرات المنطقة المعدنية، شئ مؤسف ومحاولات فاشلة وتطاول لاينبغي أن يحدث، وأضاف أن جهات مصرية أصبحت تجاهر بعدائها للسودان ولاتريد له خيراً، وزاد قائلاً ” إن حلايب ستعود للسودان “، وأشار إلى  أن السلطات المصرية  اصبحت لاتخفي هذا العداء بل تتباهى به وتكيد للسودان.
وأضاف مصطفى أن مصر ترفض التحكيم في حلايب لعلمها بنتيجة التحكيم التي ستؤكد سودانية حلايب. كما أعرب مصطفى عن إمتعاضه من تطاول الإعلام المصري والحديث السالب عن السودان ووصفه بأنه أمر مؤسف، وأكد أنه ليس من مصلحة الإعلام المصري أن يواصل في هذا المسار خاصة أن مصر تحتاج للسودان دوماً.
وقال إن اللغة التي يتحدث بها الإعلام المصري مستفزة للشعب السوداني، مؤكداً أن هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر.
وأضاف مصطفى أن السودان لا يأخذ الإذن من أحد حتى يتخذ قراراته، مضيفاً “ينبغي على الإعلام المصري أن يكف عن هذا التعامل وأن يضع في إعتباره أن السودان دولة مستقلة من حقها ان تقرر مايصلح شأنها.
فيما أكدت كتلة نواب البحر الأحمر بالمجلس الوطني، متابعتها الدقيقة للإنتهاكات المصرية ، مشيراً إلى أن شباب حلايب لن يرضوا أو يرضخوا لحملات التجنيد القسري التي تنفذها السلطات المصرية بمثلث حلايب المحتل ولن يرضوا بعمليات التمصير.
وجدد أحمد عيسى هيكل رئيس الكتلة رفضهم القاطع للإستفزازات المصرية قائلاً : “لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى”، وأكد وقوفهم مع قرارات الدولة في حل قضية حلايب ، بجانب مباركتهم لقرار إستدعاء السفير السوداني من القاهرة.
ووصف المحلل السياسي د. ربيع عبدالعاطي، النظام المصري، بأنه يعيش مرحلة قلق وإرباك سياسي فلذلك أصبح يخلط الأوراق، وزاد قائلاً ” إن الحكومات القلقة دائماً ماتجمع قضايا ليس لها صلة ببعضها” وأكد أن هذا القلق أصاب الإعلام المصري أيضاً وهذا ما ادى إلى ربط حلايب بزيارة أردوغان وكذلك سد النهضة، وأضاف إن السودان يرد بثبات وحكمة ولديه القدرة على التسديد والتصويب، وأيضاً الحوار للرد على هذه المواقف الإستفزازية.
بينما يري محللون أن مصر تحاول بهذه التحركات إستفزاز السودان وجره إلى مربع آخر، وأكدوا أن السودان لن يتنازل عن حلايب وشلاتين، وأن على مصر اللجوء للتحكيم الدولي أو الحوار، وأشاروا إلى أن مصر ترفض هذا التحكيم لعلمها بأنها سوف تخسر القضية لأن حلايب سودانية بشهادة جميع خرط العالم التي تتخوف منها مصر.
وأكدوا أن إتجاه مصر نحو محاولات إستقطاب الشباب بالمنطقة سيحالفه الفشل لأن المواطن السوداني لن يبيع وطنه وزادوا “إذا إزدادت الإستفزازات المصرية فسوف تتغير أساليب الإستهجان والرفض إلى المقاومة “.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق