الأحد، 16 أبريل 2017

القوات السودانية ظهير مهم للتحالف العربي باليمن

صنعاء – تشكل القوات السودانية ظهيرا مهما لدعم جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دحر المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وتؤكد مصادر عسكرية يمنية أن الجنود السودانيين يشاركون في أهم الجبهات المشتعلة في هذا البلد، ما يعكس في واقع الأمر حرص السودان على تثبيت موقعه كفاعل في المنظومة العربية ومدافع عنها.
وأعلن الأربعاء متحدث باسم القوات المسلحة السودانية أن ضابطا وأربعة جنود سودانيين قتلوا أثناء القتال في صفوف التحالف العربي في اليمن.
وقال العميد أحمد خليفة الشامي المتحدث باسم الجيش إن القوات السودانية “كبّدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح وأسرت أعدادا كثيرة منهم واحتسبت قواتنا خمسة شهداء بينهم ضابط و22 جريحا”.
ولم يذكر الجيش المزيد من التفاصيل عن الواقعة ومكانها، ولكن مصادر عسكرية يمنية ذكرت أن الجنود السودانيين قُتلوا عندما سيطرت قوات يمنية مدعومة من التحالف على جبل بركاني على طريق يؤدي إلى قاعدة خالد بن الوليد العسكرية وهي معقل رئيسي للمتمردين في محافظة تعز (جنوب صنعاء).
ونادرا ما تعلن الخرطوم عن خسائر في اليمن، حيث كان آخر إعلان لها في يناير من العام الماضي حين صرّحت بمقتل جندي لها في حادث عرضي.
وبعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في وقت لاحق، برقية عزاء ومواساة إلى نظيره السوداني عمر البشير في مقتل الجنود.
وأشاد الرئيس اليمني حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ “بمواقف السودان مع اليمن وشرعيته الدستورية ووقف الأطماع والتدخلات الإيرانية، مع أشقائه في دول التحالف العربي ليعود اليمن إلى أحضان محيطه القومي والعربي”.
وكانت الخارجية السودانية قد أكدت في وقت سابق أن مشاركة الخرطوم في التحالف، ضد ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن، تأتي من منطلق الحرص على عودة الشرعية اليمنية وأمن المنطقة.
وتشارك القوات السودانية منذ العام 2015 في القتال إلى جانب قوات التحالف العربي، وقد أعرب الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا عن استعداده للمشاركة بقواته في جبهات أخرى مثل سوريا إن تطلّب الأمر ذلك لحماية الأمن القومي العربي الذي بات مهدّدا من قبل التنظيمات الإرهابية والأطماع الإيرانية.
وتشهد العلاقة بين السودان ومعظم الدول العربية وبخاصة الخليجية تطوّرا لافتا في السنتين الأخيرتين، بعد المراجعة التي أقدم عليها الرئيس عمر البشير والتي انتهت بخلاصة أن استمرار التذبذب في المواقف بين إيران والدول العربية ليس في صالح بلاده، حيث تبين أن طهران التي تمتلك أجندة توسعية في المنطقة لا يمكن اعتمادها كحليف لأنها في الأخير ستنقلب عليه.
وقبل خوض غمار المعركة في اليمن كان الرئيس السوداني قد أعلن نيته إرسال ستة آلاف جندي إلى هناك، في عدد يعكس رغبة جدية للبشير في تثبيت الشرعية وإعادة الاستقرار لليمنيين.
ويتوقّع خبراء عسكريون يمنيون أن يكون لتلك القوات دور هام في معركة استكمال تحرير الشريط الساحل الغربي لليمن، بما في ذلك محافظة الحديدة بمينائها الاستراتيجي الذي سيشكّل انتزاعه من أيدي المتمرّدين منعطفا هاما في مسار الحرب في اليمن، حيث سيقطع على الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح، آخر شرايين إمدادها بالسلاح الإيراني المهرّب عبر البحر الأحمر.
ومؤخرا جسّدت الرياض والخرطوم مجددا تضامنهما في مجال حفظ الأمن والاستقرار بمناورات الدرع الأزرق التي امتدت على مدار 10 أيام وشارك فيها سلاح الجو السوداني بـ29 طائرة ومقاتلة من طراز ميغ وسوخوي 24، بينما شارك سلاح الجو السعودي بـ18 مقاتلة من طراز إف 15 وهوك.
واعتبر الرئيس عمر البشير أن تلك المناورات تظهر تطور العلاقات بين بلاده والسعودية، وأوضح البشير الذي ارتدى بزة عسكرية أثناء حضوره ختام المناورات إن “القوات المسلحة السودانية لعبت دورا محوريا في تحسين علاقات السودان مع المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج”، مضيفا أنّ “أمن السودان لا ينفصل عن أمن دول الإقليم لذلك سعينا إلى بناء تعاون أمني وعسكري مع دول الجوار”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق