الأحد، 30 أبريل 2017

مآلات الأوضاع في القطاع ومآلات التفاوض!!

مع صعوبة التوقعات بشأن مآلات الأوضاع داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال ومن ثم ما يمكن أن تفضي إليه بشأن ملف المفاوضات الذي بات الآن في موقف غامض،
فإن ما بدأ واضحاً الآن من بين ثنايا الأحداث، أن الحركة الشعبية قطاع الشمال طالتها رياح التغيير والتشرذم والاختلاف! هذه حقيقة لم تعد موضع جدال- الحركة اليوم لن تكون أبداً كما كانت بالأمس، وقد كان انعقاد مجلس التحرير بمنطقة كاوداً مركز (جبدي) ضربة البداية لمآلات جديدة مختلفة تماماً. وبامكاننا من واقع متابعة
وقراءة متواصلة لمجريات الأحداث أن نلمس أولاً : إجماع كل أبناء النوبة المنضوين تحت لواء الحركة – بتياراتها المختلفة – وغير المنضوين على استبعاد عرمان من العملية التفاوضية. عرمان ظل لسنوات موضع انتقاد هؤلاء باعتباره أي عرمان خادماً لأجندة أخرى وأنه مجرد (تاجر حرب) يتكسب من دماء أبناء النوبة!
ولأن الحلو جزء من القيادة – نائب للرئيس – فإن الانتقادات التي توجه إلى عرمان باعتباره الأمين العام، بالضرورة توجه اليه كتائب للرئيس! وكان واضحاً أن الحلو وجد نفسه يتحمل أوزار غيره.
ثانياً : الحلو – الذي بات في مرمى النيران – لم يجد مناصاً من صد هذه النيران الا بمسايرة بني جلدته أبناء النوبة في انتقاد عرمان ففي كمبالا – فبراير 2017 أقر الحلو بسيطرة عرمان على مقاليد الامور في الحركة وخروجه عن مسارها ولكن الوقت غير مناسب للقيام باجراء وأن الاجراء سيتم في الوقت المناسب.
ثالثاً : حرص العسكريين من أبناء النوبة على تولي مقاليد الأمور وكان ذلك واضحاً في اجتماعهم المشهود (9مارس 2017)في كاودا حيث أجمعوا على ابعاد عرمان.
رابعاً : وجد الحلو الوقت مناسباً لتسويق نفسه واعادة انتاج شخصيته من جديد وذلك بتقديمه لاستقالته وتظاهره بأنه على خلاف مع رفاقه في القيادة منذ مدة طويلة الأمر الذي جعل فعلاً القادة الثلاثة في مفترق طرق تاريخي واستحالة التئام شملهم من جديد.
من بين كل هذه الأحداث يمكن أن نلحظ بوضوح أنه من جهة أولى فإن الإجماع على إبعاد عرمان من نقطة مركزية. الكل مجمع على ابعاد عرمان.
من جهة ثانية فإن الحلو نفسه – بظروفه الصحية المعروفة – لن يصمد أمام مسؤولية قيادة الحركة مع شعوده بعدم انتماؤه الأصيل للنوبة! ويقال أنه يستعد للهجرة الى الولايات المتحدة للحاق بأسرته هناك ومتابعة علاجه! من جهة ثالثة فإن أبناء النوبة فيما يبدو إستيقظوا لإدارة قضيتهم، وأن القادة الثلاثة لن يكونوا – بعد الآن  -
قادة  للحركة.
وعلى ذلك يمكننا أن نستخلص أن أبناء النوبة ربما يتولون الامر داخل الحركة بعدما شعروا أن القادة الثلاثة ليسوا أمناء على قضيتهم وليسوا مأمونين ولا مؤتمنين عليها!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق