الاثنين، 10 أبريل 2017

قرارات عقار .. تعميق الإنقسام

تقرير: ايمان مبارك
كشفت الإنشقاقات التى ضربت قيادة الحركة الشعبية قطاع الشمال عن سقوط كثير من الاقنعة التي كان يختبئ خلفها القادة الثلاث “عقار عرمان الحلو” الذين حرصوا طوال السنوات السابقة على إظهار أنفسهم كقيادة متحدة ، لكن عوامل عدم بينهم عجلت بسرعة إنقسام القطاع ، وظهر ذلك جلياً من خلال عدد من القرارات التى شغلت الساحة خلال الفترة الماضية وعلى رأسها استقالة نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو وسحب مجلس التحرير التابع للحركة الشعبية  الثقه من ياسر عرمان وحل الفريق المفاوض مع الحكومة وتشكيل وفد جديد و سحب ملفات العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية منه .
لكن تطورات الخلاف لم تقف على هذا الحد اذ اصدر المجلس القيادي للحركة قراراً بالغاء قرارات مجلس تحرير جبال إقليم النوبة وحله ، وانتخاب مجلس آخر.
ويقول الهادي عثمان اندرو القيادي بجبال النوبة أن ما يحدث في اوساط الحركة الشعبية قطاع الشمال هذه الايام هو تأكيد لحالة اللا توازن التي تعيشها الحركة ، وكشف عن تراكم خلافات قادتها والتى قادت في نهاية المطاف الى تخبط القرارات ، فالقادة بدأ منهم يدعي انه المفوض  بأسم جنوب كردفان والنوبة ، ولكن واقع الحال يقول انها ليست مفوضه من قبلهم وذلك لان اهل جنوب كردفان وابناء جبال النوبة ليس جميعهم حركة شعبية فكيف يمكن الحديث بأسمهم وتقرير مصيرهم ، مبيناً أن قيادات القطاع ليس لها الحق في أن تتخذ قرارات تتعلق بمصير المنطقة مناسب ، وأضاف اندرو أن كل ما تحاول ان تقوم به الحركة الشعبية مجرد افتراءات وادعاءت لرفع سقفها التفاوضي ، مشيراً الى أن ما يجري الان سيكون له تأثير كبير علي المفاوضات ، ومؤشر لبروز جسم جديد ، وقال ان تداعيات الأحداث داخل الحركة الشعبية تؤكد حالة الضعف ، قائلاً أن الحركة اصبحت اسم بلا محتوي أو مضمون ، وحصرت قضيتها  في ملف جبال النوبة وكأنها حركة متخصصه وليس لها هم وطني .
 ويوضح حمد النيل حسب الله سليمان الامين العام للحركة الشعبية مجموعة التغيير أن انشقاق قطاع الشمال حدث نتيجة لأختلاف الأهداف لدي قادتها ، الذي كان واضحاً وجلياً منذ امد بعيد حتي اصبح حملاً ثقيلاً ، وأضاف مابين الإستقالة والإقالة انكشف غطاء انعدام المصداقية بين قيادات الجيش الشعبي حتي تجاوز الخلاف المبادئ الثانوية الي جوهر القضية ، وتمسك كل فرد من القادة الثلاث بأجندته الخاصة وانحرف عن المسار، ويري حمد النيل أن استقالة عبد العزيز الحلو الهدف منها ابعاد نفسه من الأخطاء الموجودة حتي تتمسك به القاعدة  وبذلك يكون قد خلق لنفسه موقف بطولي ، أما ياسر عرمان فأن اجندته الخاصه تفرض عليه أن تظل الحرب مشتعلة وان يمارس هوايته في تعطيل ملف التفاوض ، واضاف حمد النيل ان اختلافات الحركة التى ظهرت الان هي نتيجة  قديمة تعبر عن عمق الهوه بين بين القادة .
وكانت القيادية بجبال النوبة عفاف تاور قد دعت أبناء المنطقة الي فصل قضية المنطقة عن ولاية النيل الأزرق . وسخرت خلال حديثها من قرار المجلس القيادي للحركة الشعبية القاضي بالغاء قرارات مجلس تحرير جبال النوبة وحله وانتخاب مجلس آخر مفوض من شعب الاقليم ، قائلة : هذا عطاء من لايملك لمن لا يستحق ، ودعت أبناء جبال النوبة أن يعيدوا ترتيب أنفسهم واتخاذ قرار يفصل قضيتهم من النيل الازرق لنري أين يذهب عقار علي حد قولها ، وقالت حتي الموجودون في الميدان مع عقار هم أبناء جنوب كردفان لذلك نريد أن نعرف الي من سيحتكم عقار بعد فصل قضية ؟
ويتفق العمدة ابراهيم تية كوفي من زعماء الادارات الاهلية بجنوب كردفان في الرأي مع عفاف تاور مؤكداً أن معظم ابناء جبال النوبة في الحركة رافضين لعقار وعرمان والحلو وقال أن الحركة الشعبية قد كشف اختلاف اهداف القادة ، وبات من الواضح ان كل منه يسعي لينفذ اجندته الخاصة التي يراعي فيها مصالحه اولاً ومصالح بعض المنظمات الاجنبية ، ويضيف أن قادة الحركة الشعبية لايمثلون ابناء كردفان ، فجنوب كردفان لها مشورة شعبية انحازت للسلام والتنمية والاستقرار ، والحركة ليست لها اهداف وطنية بل هي تعمل من اجل مكاسب شخصية ، وقال ان الاختلافات بين قادة الحركة الثلاث كشفت عن ممارسات بشعة استغلت فيها الحركة الشباب للحرب ولحوجة المواطنين في المناطق المغلقة فكان مقابل الوعود الزائفة انضمام الشباب للحرب ظاهرياً وباطنياً كانت هناك اجندات أخري وممارسات أشبه بتجارة البشر ، ويضيف تية الان لدينا حملة كبري لعودة ابناء جبال النوبة وبنهاية العام الحالي 2017م لن يكون هناك فرد واحد من ابناء النوبة تحت الحركة الشعبية أو الحركات المسلحة .
من جانبها تشدد الحكومة علي أن الالية الافريقية رفيعة المستوي لن تعتمد مطلب تقرير مصير جبال النوبة لانه خارج تفويض الاتحاد الافريقي في وقت تفضل فيه التفاوض مع الحركة الشعبية ككيان واحد من مفاوضاتها منقسمة ، وتزامناً مع  التطورات داخل الحركة الشعبية يتواجد بالسودان رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى لبحث سبل السلام في السودان ، الامر الذي عده المراقبون بأنه يشكل   ضربة قوية لقادة قطاع الشمال باعتبار ان قطار السلام لن ينتظر ، خاصة وان زيارة امبيكي تاتى وسط تترقب اعلان حكومة الوفاق الوطني التى تمثل ثمرة للحوار الوطنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق