الأحد، 25 فبراير 2018

المجرمون الحقيقون في جرائم دارفور ومعسكرات اللاجئين!

تصاعدت إلى الحد الذي لامست فيه عصب الراي العام الدولي قضية الجرائم والانتهاكات الجسيمة التى ارتكبتها بعض المنظمات المدنية الدولية في انحاء عديدة من ارجاء العالم، بعد ان بدات بعض الاجهزة الاعلامية الغربية تفتح ملفاتها على نحو متسارع وصادم.

صحيفة التايمز اللندنية -الاسبوع الفائت- اجرت تحقيقات ونشرت تحليلات بقدر من العمق حول هذه الانتهاكات الصارخة بحق اللاجئين و ضحايا النزاعات والحروب تعرضوا وهم داخل المخيمات المخصصة لهم إلى ابتزازات جنسية من قبل موظفين وعاملين دوليين يعملون في منظمات مدنية طوعية هدفها الاول والرئيس توفير الحماية والملاذ الانساني لاولئك اللاجئين!
وتشير متابعات (سودان سفاري) في مقر المنظمة الدولية في نيويورك إلى ان السكرتير العام للمنظمة الدولية (انطونيو غوتيرس) تعرض لضغط من قبل مساعديه وكبار موظفي الامم المتحدة للتصدي لجرائم و انتهاكات هذ المنظمات، فاضطر الرجل لاصدار بيان اواخر الاسبوع الماضي يستنكر فيه ويأسف لهذه الانتهاكات المشينة ويلوح بضرورة اجراء تحقيق شامل حول هذه الممارسات.
قناة الـ(CNN) الامريكية واسعة الانتشار اضطرت هي الاخرى في منتصف الاسبوع الفائت لطرح الامر و تداعياته على شاشاتها في ظل تفاعل قضية منظمة (أوسكفام) المعروفة على نطاق واسع والتى تنشط في مجال العمل الاغاثي وتورط موظفيها في مخالفات مالية و انتهاك اعراض تقشعر لها الابدان!
منظمة اوسكفام ولفرط ما لوغت فيه صارت مهددة جدياً بحجب الدعم الغربي عنها، بعدما حاصرت صناع القرار في الدول الغربية موجة الفضائح التى بثت بحقها طوال سنوات طويلة مضت اهلكت خلاله الحرث و النسل، وفسدت وأفسدت!
ولعل اكثر ما يصيب المراقبين بالرعب والدهشة معاً ان القيادي الشهير السابق في اروقة الامم المتحدة (اندرو ماكلويد) ادلى بتصريحات فاقت التصور، حينما كشف -لاول مرة- عن احصاءات لضحايا الاستغلال الجنسي الذي ترتكبه هذه المنظمات المدنية الدولية وكشف عن رقم يتجاوز الـ60 ألف ضحية. وهو رقم من اي زاوية نظرنا اليه يعتبر مهولاً للغاية ويشير -مع الاسف الشديد- إلى ان العدد ضخم، و ان ما لم يكشف عنه حتى مع هذه الضخامة اكثر مما تم الكشف عنه!
هذه الكارثة الدولية والتى هي بحق كارثة دولية غير مسبوقة يقابلها في الناحية الاخرى ما يمكن تسميته بـ(اللامبالاة) الدولية! ففي حالة اقليم دارفور مثلا فان الرأي العام الدولي كان شديد الحساسية حيال ما يزعم من جرائم حرب وانتهاكات حقوقية. كُنتَ تجد كل اجهزة الاعلام الدولية تطلق الاتهامات وتدبج التقارير و ترسل المراسلين للموقع لكي تثبت ان الاقليم تقع فيه انتهاكات و تلقي بمسئوليتها على الحكومة السودانية.
الآن ثبت بأدلة قاطعة على لسان كبار مسئولي هذه المنظمات جرائم ومخالفات هذه المنظمات، ليس في عام او اثنين وإنما لسنوات طويلة وفى أرجاء متفرقة من العالم ولكن لا أحد يشرع في التحقيق و ملاحقة الجناة و معاقبتهم!
اقصى ما وعد به البعض كما فعل الامين العام للامم المتحدة، اجراء تحقيق لا أحد يعلم ما اذا كان سيتم ام يتوقف قبل ان يبدأ أو حتى إلى ماذا سيفضي! هكذا هو عالم اليوم، يلاحق بإنتقائية ويغض الطرف عمداً عن المجرم الحقيقي المثبتة في حقه الجريمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق