الأربعاء، 9 أغسطس 2017

أهمية مخاطبة الاتحاد الإفريقي لواشنطن بشأن العقوبات على السودان!

قال اتحاد الإفريقي إن الحكومة السودانية تعاملت بشكل ايجابي مع جميع المطلوبات المطروحة من الادارة الامريكية، و أوردت مصادر مطلعة بمفوضية الاتحاد الافريقي إن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وجه خطاباً مباشراً للرئيس الأمريكي (دونالد
ترامب) أعرب فيه عن خيبة أمل الاتحاد الافريقي بتأجيل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، مطالباً برفع هذه العقوبات لأنها تؤثر على نحو مباشر على شعب السودان، وشدد رئيس مفوضية الاتحاد ان على السودان أوفى بكل التزاماته ووعوده ولا يوجد مبرر لاستمرار فرض العقوبات.
ولا شك ان هذا الموقف من قبل الاتحاد الإفريقي يمكن قراءته في سياقات ايجابية عديدة. أبرزها: اولاً، ان الاتحاد الإفريقي كمؤسسة اقليمية ينافح بجدية وموضوعية عن البلدان المنضوية تحت لوائه من منطلق أن ما يؤثر على عضويته يؤثر بالضرورة على مجمل بلدان القارة، وهذه النقطة ربما بدت بديهية ولكن أهم ما تشير اليه ان الاتحاد الافريقي يعتبر قضايا بلدانه قضايا خاصة بمجمل القارة وأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية ، وهو تطور ايجابي جدير بالاحترام في مسيرة الاتحاد الافريقي إذ رأيناه يشارك في عمليات حفظ السلام في البلدان الافريقية، و يتبنى قضية المحكمة الجنائية الدولية ، ويقرر وقف التعامل معها، بل لا يتوانى في التهديد بالانسحاب من ميثاق المحكمة الجنائية.
 هذا الصدى المدوي للاتحاد الافريقي في أرجاء العالم لم يعد مجرد عمل دبلوماسي فحسب، وإنما تحول إلى موقف يملك كل عناصر التأثير اللازمة. ويصعب على القوى الدولية تجاوزه.
ثانياً، السودان نفسه بجهوده وتحركاته الدبلوماسية النشطة في كل قضايا القارة اصبح عضواً فاعلاً ومؤثراً داخل الاتحاد الافريقي ومرتكزاً على خبرة دبلوماسية زاخرة و طويلة في العمل الافريقي المشترك، إذ لو لم يكن للسودان وزن مؤثر في إدارة العمل الافريقي المشترك ويمتلك دوراً ريادياً فيه لما تفاعل الاتحاد مع السودان، وبالطبع السودان لن يكون المستفيد الأوحد من تفعيل العمل الإفريقي المشترك، كل دول قارة سوف تعمها الفائدة جراء هذا النشاط المكثف. ثالثاً، الاتحاد الافريقي عبر هذه المخاطبة قدم (شهادة موثقة) بأن السودان أوفى بالتزاماته ووعوده وهي شهادة إقليمية مهمة للغاية ،خاصة اذا قرأناها مع عدم إدعاء الادارة الامريكية في قرار التأجيل ان السودان لم يفي بالتزاماته المطلوبة.
رابعاً، بالطبع لا يمكن للادارة الامريكية ان تضع في الاعتبار هذه المخاطبة الرسمية أو لا تضعها، ولكن يظل المحك هنا بأن الولايات المتحدة في كل الأحوال لن تسهين بالاتحاد الافريقي وهي متشوقة لحلحلة العديد من قضايا القارة ، خاصة الأوضاع في دولة جنوب السودان، و قضايا الارهاب وتهريب البشر. واشنطن تلعم أن حاجتها للاتحاد الافريقي بشأن الأمن الاقليمي و المرتبطة بالأمني الدولي لا يمكن إسقاطها من الحساب قط.
مجمل القول ان السودان في واقع الأمر أحاط الإدارة الامريكية بسياج محكم من حقائق الواقع ومنطق الاشياء وضيق عليها مساحة المناورة تماماً فيما يتعلق برفع العقوبات الجائرة عنه!   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق