الاثنين، 7 أغسطس 2017

العلاقات مع مصر.. دبلوماسية غندور تكسب

ببراعة  وكفاءة عالية يدير البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية ملف العلاقات مع مصر، تصريحاته وحراكه المستمر وصرامته البائنة وصراحته الكبيرة أنقذت العلاقات الثنائية وغادرت بها غرفة (العناية المركزة).
على الرغم من المطبات والحواجز والألغام ما زال الرجل يراهن على استثنائية واستراتيجية العلاقة ويعمل بجهد كبير على وضعها في إطارها الصحيح ولعله نجح إلى حد كبير في امتصاص الصدمات وتحويل الإحباطات إلى فرص نجاح تتجاوز بالبلدين الإنتكاسات العارضة، آملين في أن يوفق غندور ونظيره المصري سامح
شكري في إنهاء الأزمات الكبيرة وأبرزها ملف حلايب.
لا فكاك من التنسيق المشترك والتواصل السياسي والدبلوماسي وبناء قاعدة مصالح مشتركة مع الشقيقة مصر، كلا البلدين يمثل العمق الإستراتيجي للقطر الآخر، الإنحياز لتطلعات الشعبين يجعلنا نذكر القيادات هنا وهناك دوماً بأهمية التسامي فوق الجراح والإدراك المستمر لأهمية المصير الواحد.
زرت القاهرة الأسبوع الماضي، لم استشعر وجود أية أزمة على مستوى الإجراءات ولم الحظ أي توتر في حركة وتعايش المواطنين السودانيين مع المصريين.
ما زالت (9) رحلات طيران تفرغ ما في جوفها يومياً من الخرطوم إلى القاهرة، علاوة على أكثر من (15) رحلة برية غير الذين يقصدون أرض الكنانة بالسيارات الخاصة.
العلاقات السودانية المصرية علاقات شعبية في المقام الاول وينبغي تحصينها ضد أمزجة السياسيين بمشروعات تنموية تعزز من مصالح المواطنين وتدخل التواصل السوداني المصري في آلة حاسبة بدلاً عن استهلاك عبارات المجاملة السياسية والدبلوماسية ودغدغة العواطف هنا وهناك بعبارات باخت من كثرة التكرار،
اذا ارتبطت العلاقاتبمصالح حقيقية فلن تحتاج إلى من يحرسها.
أفضل ما فعله غندور أن العلاقات باتت تتسم بالندبة، وأن السودان لم يعد تابعاً لأحد وصار لديه من (الكروت) ما يؤهله للحفاظ على مصالحه بلا أدنى تفريط، لذلك كان التعامل بالمثل قائماً في دبلوماسية غندور ولعله نجح إلى حد كبير في خلق علاقات قوامها الندية والتكافؤ، وربما كانت كفة دبلوماسيتنا راجحة بعض الشئ.
كل ما تقدم دللت عليه نتائج لجنة التشاور السياسي التي أنهت أعمالها في الخرطوم الخميس الماضي ونجح عبرها الوزيران في تلخيص أزمات ونواقص العلاقات الثنائية ووضع الترتيبات الكفيلة بحلحلة القضايا العالقة خاصة فيما يلي علاقات المواطنين في البلدين وملفات المعابر والحدود والتعاون في مجال مكافحة الارهاب والتنسيق المشترك إزاء الاوضاع في ليبيا وضرورة الا يتأثر بها السودان..
استمرار انعقاد لجنة التشاور التي درجت على امتصاص الأزمات وتحويلها إلى أجندة نقاش يؤكد حرص الطرفين على العلاقات وإدراكهما لأهميتها واستراتيجيتها لكلا البلدين.
مثل كل مرة ما إن نتفاءل بمستقبل واعد وعهد جديد للعلاقات السودانية إلا ويطل ملف حلايب ويفسد التوقعات، بالأمس استفسرت الخرطوم القاهرة عن مصير (221) من أبناء حلايب وشلاتين اعتقلتهم الحكومة المصرية، ستظل حلايب خميرة عكننة تعيد الامور الى المربع الأول، ولا أعتقد أنه من المفيد وضعها يا سعادة
الوزير غندور بعيداً عن آليات التشاور باعتبارها ملفاً رئاسياً، اليوم وأمس غطت حلايب على نتائج لجنة التشاور السياسي رغم تقدمها في محاور عديدة، من الأجدى أن تنفتح همة  البلدين على تناول قضية حلايب في آليات الحوار الثنائي، وأن يبتعد الجانب المصري عن التصعيد حتى لا يؤثر على التقدم في بقية الملفات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق