الاثنين، 7 أغسطس 2017

ورشة نيروبي.. إلغاء و إستياء ولا عزاء!

بعد أن أعدت نفسها واستعدت جيداً، و ربما سابقت الزمن لعقد الورشة التي كانت تتشوق لعقدها، فاجأت السلطات الكينية حركات دارفور المسلحة بإلغاء قيام الورشة -أواخر يوليو الماضي- دون ذكر أسباب .
وأكثر مما أثار ألم واستياء قادة الحركات المسلحة الدارفورية ، أن قرار الإلغاء فوجئوا به عقب وصول قادتهم المشاركين العاصمة الكينية نيروبي، حيث كان قد وصل كل من أحمد آدم بخيت، آدم عيسى، سيف كوكو، ومحجوب حسين، سليمان صندل، عمر بخيت, وقادة آخرين أسقط في أيديهم وهم لم يستريحوا بعد من وعثاء السفر طويل وعمليات تخفي وتمويه بذلوا فيها جهوداً شاقة لكلي يلتئم شملهم في نيروبي ويناقشوا قضية إعادة بعث حركاتهم المتوفاة من جديد!
 كانت اللطمة قاسية ولكن الأقسى منها أنهم لا يملكون لساناً فصيحاً كي ينددوا بمسلك السلطات الكينية، ولا وسائل دبلوماسية تتيح لهم تقديم احتجاج أو طلب تفسير رسمي. ولم يكن عليهم سوى التمتع ببعض الأجواء الاستوائية الساحرة والاغتراف من ملذات العاصمة الإفريقية الساحرة على اعتبار ان الأمر كله (نضال)!
لكن دعونا من هذا المناخ المحبط لقادة الحركات الدارفورية ولنتقل إلى الخلفية الإطارية للورشة. ما توفر من معلومات بشأن الورشة ليس كثيراً، ولا يرجع ذلك لزهد قادة الحركات في كشفها او حصافتهم في التعمية و المحافظة على أسرار حركاتهم، ولكن ببساطة لأن الأوضاع المزرية التى وصلوا إليها سياسياً وعسكرياً كانت تدفعهم دفعاً لمحاولة (ذرع قلب) جديد بدلاً عن قلوب هذه الحركات المعطوبة والتى بالكاد توفر لهم قدراً من الحياة المضطربة ولهذا فإن ابرز الحركات التى دعت للورشة وعملت على التحضير لها (العدل والمساواة بزعامة جبريل، تحرير السودان بزعامة مناوي، تحرير السودان المجلس الأعلى الانتقالي)!
ولا شك ان هذه الحركات جريحة ومعطوبة القلب، تلقت ضربات مؤلمة في أنحاء عديدة من دارفور وقوز دنقو وأصبحت اثر بعد عين , وربما كنت تسارع الزمن لعقد الورشة (لكي تستفيد) من أزمة جامعة بخت الرضا، ولكن ماذا تفعل لسوء الطالع السياسي الملازم لها، فقد فاجأتها السلطات الكينية بالإلغاء؟
 إن عقد الورشة ومحاولة إعادة إحياء ما مات و شبع موتاً لن يكون مجدياً في ظل المتغيرات والمعطيات السياسية السائدة الآن في السودان، لان الحركات الدارفورية المسلحة خرجت بالفعل من الملعب وانتهت وقائع المباراة و أطفأت الأضواء الكاشفة! ومن الصعب وربما من المستحيل ان تنجح هذه الحركات في إعادة تنظيم صفوفها وهي قد تحولت إلى قوات (مرتزقة) تعمل فى مجال المقاولات الحربية في دولة جنوب السودان و الصحاري الليبية، تقتات على التهريب والقتل و الجريمة المنظمة.
هل يعقل ان يكون محترفي النهب وتهريب البشر والقتلة المأجورين أصحاب قضية وطنية جادة حتى يعقدوا ورشة لكي ينظموا أنفسهم وحركاتهم؟ في واقع الأمر لقد (انقذتهم) السلطات الكينية من فضح أنفسهم و عاونتهم على التخلص من عقدة إنكار الفشل و المكابرة والسباحة ضد التاريخ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق