الأحد، 3 مايو 2015

اشكيت قسطل.. اقتصاد وادي النيل المتوقع

تقرير : جعفر باعو
قبل سنوات عديدة كان الوصول إلى وادي حلفا براً ضرباً من المخاطرة التي لا يحمد عقباها، فالجبال ووعورة الطريق كانت أحد الأسباب التي جعلت أهل تلك الديار لا يجدون طريقاً للوصول إلى أهلهم إلا عبر القطار أو الطيران الباهظ التكاليف، والحال اختلف اليوم، فساعات معدودة هي التي تفصل مواطن الخرطوم للجلوس على شاطئ بحيرة ناصر بوادي حلفا وساعات أخرى تزيد قليلاً تفصل ذات المواطن من الوصول إلى مدينة أسوان التي كانت طرق الوصول إليها من المخاطر براً، وبعد افتتاح معبر اشكيت قسطل الرسمي الأسبوع الماضي أصبح بمقدور المواطن السوداني الوصول إلى القاهرة بطريق معبد بصورة جيدة دون عناء أو رهق والعكس كذلك، في تلك الخيمة الكبيرة التي نصبت في معبر اشكيت كان الجميع يتبادل التحايا القادمين من القاهرة والوافدين من الخرطوم، بدأ طاقم سفارة السودان وعلى رأسهم السفير الرائع عبد المحمود عبد الحليم والإعلامي المبدع محمد جبارة بدأوا حضوراً انيقاً قبل وصول الوفد الرئاسي من الخرطوم والقاهرة، عدد من الزملاء علق على الشاحنات الكبيرة التي تحمل ماركة المرسيدس ولوحات مصر تأتي بالبضائع المصرية للخرطوم وتحمل السلع السودانية لأسواق القاهرة وإن كانت الحركة بطيئة إلا أن عدداً من الخبراء يتوقع أن تزداد بكثافة كبيرة خلال الفترة المقبلة، أبدوا الخبراء ارتياحهم الشديد للطرق المعبدة التي تربط جل ولايات السودان الآن، وقالوا إن زيادة هذه الطرق ستؤدي إلى نهضة اقتصادية كبرى خاصة حينما تربط السودان بدول الجوار، بيد أن عدداً من مواطني وادي حلفا قالوا إن معبر اشكيت قسطل والذي تم افتتاحه بصورة رسمية الأسبوع الماضي قالوا إنه تأخر جداً، واضعين في الاعتبار العلاقة القوية التي تربط شعبي وادي النيل واتفق وزير الطرق المهندس عبد الواحد مع هذه النظرة، وقال إن العلاقة بين شعبي السودان ومصر قوية جداً وقديمة قدم التاريخ المحفور في طبيعة وأذهان مواطني البلدين، وأكد عبد الواحد خلال مخاطبته افتتاح المعبر أن هذا الطريق سيزيد أواصر التعاون التجاري والاجتماعي بين شعبي البلدين مشيراً إلى أن أكثر من مائة ألف مواطن استخدموا الطريق خلال الافتتاح التجريب وتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال الفترة المقبلة هذا إلى جانب ازدياد التبادل التجاري بين البلدين وتطوير هذا التبادل للاستفادة من دول الجوار للبلدين إن كان في إفريقيا أو الطن العربي،فيما يرى النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح أن هذا الافتتاح يعتبر نقطة تحول في الفترة المقبلة سترتكز على لاءات ثلاث وهي لا تخاصم ولا تضارب ولا تشاحن، وقال بكري إن هذا الطريق اسقط جدار الوهم الذي وضعه المستعمر كحدود بين شعب واحد يعيش في بلدين، وأ:د أن المعبر سيزيح الحواجز الاقتصادية والاجتماعية بين شعبي البلدين ويؤدي إلى قوة أواصر الأخوة بينهما، وأوضح بكري أن المعبر سيتيح حرية الحركة بكل سهولة واعداً باقتراب افتتاح معبر أرقين بالضفة الغربية للنيل ومعبر الطريق الساحلي بولاية البحر الأحمر قريباً، ولم يذهب رئيس وزراء مصر المهندس إبراهيم رشدي محلب بعيداً عن حديث النائب الأول وزاد عليه اتفقنا أن نتجاوز كل التحديات لافتتاح المعبر الذي يعمل على تسهيل الحركة بين شعبي وادي النيل وقال محلب إن التبادل التجاري بين البلدين أقل بكثير من طموحات البلدين، مشيراً إلى أن التبادل وصل إلى خمسمائة مليون دولار وهو ضعيف مقارنة بإمكانات البلدين، مشيراً إلى تخطيطهم إلى تطبيق مشروعات كبرى على رأسها مجمع اللحوم الذي استفاد منه في دباغة الجلود وتصنيع اللحوم وغيرهما من الصناعات التي تخدم مصالح البلدين، موضحاً أن الفترة المقبلة أيضاً ستشهد تعاوناً وعملاً مشتركاً في المجالات الزراعية لتحقيق رغبة وطموح الشعبين في الرفاهية والعيش الكريم، فيما أكد والي الشمالية الدكتور إبراهيم الخضر أن العلاقة بين البلدين قوية جداً، مشيراً إلى أن افتتاح المعبر تأكيد على التبادل التجاري والأمن الكبير في البلدين، مؤكداً حرص قيادة البلدين على استدامة العلاقة بين شعبي وادي النيل، واتفق محافظ أسوان مصطفى يسري مع من سبقوه في الحديث وقال إن افتتاح المعبر تأكيد على الإرادة السياسية بين قيادات البلدين، مشيراً إلى أن المعبر سيعمل على زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، وتوقع يسري أن يزداد التبادل التجاري بين البلدين بعد افتتاح معبر أرقين والساحل الشمالي بالبحر الأحمر.
حسنا عدد من الحضور الضخم كان يطالب بعودة بطاقة وادي النيل التي كانت موجودة وتتيح للشعبين حرية التنقل بين الخرطوم والقاهرة، وبدأت الاستجابة على هذا المطلب دبلوماسية إن كانت من النائب الأول أو رئيس وزراء مصر ولكن الذي بدأ واضحاً أن الفترة المقبلة ستشهد تطوراً غير مسبوق في العلاقة بين البلدين خاصة أن المعبر يخدم المصالح الاقتصادية لشعبي وادي النيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق