الاثنين، 11 مايو 2015

ماذا تريد إسرائيل منا؟!

بقلم/ صلاح حبيب
إلى متى تتصل الصحافة السودانية على المعلومات من الخارج والي متى تظل الجهات المسؤولة تخفي المعلومات عن صحافتنا حتى تلجأ للحصول عليها من خارج البلاد، أو تأتينا المعلومات من سودانيين أو فضائيات خارجية.
لقد انتشرت الإشاعات عبر وسائط الاتصال الواتساب والفيس بوك وغيرها من الوسائل الحديثة، عندما حل الظلام بالعاصمة الخرطوم وولايات السودان المختلفة، فسرت الإشاعات عن حريق اندلع بالمولدات الكهربائية بسد مروي، وبدأت الإعلانات أو البيانات المتضاربة حتى غالبت الحقيقة عندما بدأ التيار الكهربائي يعود تدريجياً وبين انقطاع الكهرباء وعودة الإمداد الكهربائي، توفرت مساحة كبيرة للشائعات لتسد الفراغ الذي خلفه غياب الحقائق والبيانات من الجهات المسؤولة.
مساء أمس الأول سمع سكان مدينة ام درمان خاصة الذين يقطنون بالقرب من الكلية الحربية، سمع المواطنون دوياً ينم عن انفجارات، فخرج المواطنون مستفسرين عما حدث، ولكن غابت المعلومة في تلك اللحظة، ولم يعرف السكان أسباب هذا الدوى الذي هز المنطقة، حتى الصحف لم تتوفر لديها المعلومات الكافية لنشرها على القراء، إلى أن جاء تصريح من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد لم نتأكد من صحته وهذه كانت مشكلة بحد ذاتها، والبيان ذكر أن طائرات أو طائرتين إسرائيليتين بدون طيار اخترقتا الأجواء السودانية وتصدت لهما قواتنا، بينما جاء خبر عاجل بقناة الجزيرة يقول إن إسرائيل نفذت ضربات بالسودان استهدفت منشأت بمجري النيل، وهذه مشكوك في صحتها، وجاء حديث مزعوم وغير مؤكد من المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع.
قال: رصد المكتب الإعلامي لقوات الشعب المسلحة الأنباء المتضاربة بخصوص ضربة جوية لسد مروي وبمباني إدارة التصنيع الحربي، فعليه نؤكد بأن كل ما يتداول عار من الصحة تماماً ولا يمت للحقيقة بصلة، وقال إن الخبر إضعاف للروح المعنوية للقوات المسلحة.
وقال: لقد رصدت القوات المسلحة دخول طائرات إلى المجال الجوى السوداني عبر البوابة الشرقية في (ولاية البحر الأحمر)، الأمر الذي رفع من أهبة القوات المسلحة وتوجيه ضربة جوية للطائرات التي اتضح أنها بدون طيار في منطقة وادي سيدنا، حيث وجدت محملة بصاروخين، وتتبع لسلاح الجو الإسرائيلي.
وتقوم القوات المسلحة بدراسة أسباب اختراق الطائرة لمجالنا الجوى.
البيان توضيحي ولكن لم يصل لكل الناس في حينها مما جعل الإشاعات تنتشر هنا وهناك.
إن إسرائيل تستهدف السودان وإذا كان ما حدث حقيقة فإن إسرائيل ينبغي توقف عند حدها، وهذه لم تكن المرة الأولي التي تقوم بها إسرائيل بضرب مناطق داخل السودان، منها العربة (السوناتا) بالبحر الأحمر والتي راح ضحيتها أحد المواطنين، ومجمع اليرموك بالخرطوم وغيرها من الضربات التي قامت بها إسرائيل داخل الأراضي السودانية.
يجب على المسؤولين السودانيين تمليك الشعب السوداني المعلومات أولاً بأول، حتى يتم القضاء على الشائعات في مثل هذه الحالة وحتى تكسب الدولة المواطنين إلى جانبها، لان ما يحدث محاولة للنيل من سيادة الوطن، وهذا يتطلب وقفة كاملة من المجتمع السوداني .. للصدى لاعتداءات إسرائيل ومعرفة أسباب استهدافها لنا.. ونأمل أن يكون كل ما ورد من معلومات غير حقيقي ونأمل من الناطق الرسمي أن يدلي بالمعلومات أولاً بأول حتى تسرى الشائعات بين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق