الثلاثاء، 24 فبراير 2015

زيارة البشير.. مرحلة جديدة

بقلم : محمد عبد القادر
تواصلت أمس لليوم الثالث، زيارة الرئيس عمر البشير ووفده الرفيع المستوى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتنوع نشاط الوفد أمس بين عدة زيارات ولقاءات واهتمامات يغلب عليها الطابع الاقتصادي الاستثماري، وبمثل ما كان جزء من نشاط يوم أمس للتعرف على الإمكانات الهائلة لدولة الإمارات في تطوير وتحديث بنياتها التحتية والاستفادة من الموارد المتاحة وطرق تنمية المناطق النائية وتحويل الصحراء إلى مناطق حضرية تنعم بالخدمات، بمثل ذلك كان وزراء القطاع الاقتصادي السودانيون يقدمون فكرة ممتازة عن السودان للمستثمر الإماراتي، وينشطون في الترويج لفرص الاستثمار بالسودان.
زيارة المنطقة الغربية
المنطقة الغربية في دولة الإمارات تعتبر نموذجاً لما قامت به الدولة من تحديث للمناطق الصحراوية، وقد اطلع الرئيس عمر البشير والوفد المرافق له على الكيفية التي تم من خلالها تحويل هذه المدينة من بقعة صحراوية إلى مدينة حضرية، وأمضى الوفد طوال نهار أمس في المنطقة الغربية وزار مدينة زايد، في طواف جوي وبري وتلقى أثناء الطواف شرحاً وافياً للمراحل التي تم عبرها إنفاذ هذه المشاريع التطويرية الكبيرة، وزار البشير والوفد المحطة الكبرى التي تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتغذي بها المنطقة الغربية، ووقفوا على عملية إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.. والبشير كان أحد القادة العسكريين للمنطقة في فترة السبعينات من القرن الماضي وقد تحدث خلال الحوارات التي أجرت معه وسائل الإعلام الإماراتية التي اهتمت كثيراً بالزيارة، عن وجوده في المنطقة خلال تلك الفترة وعلاقته الشخصية بالدولة. ثم توجه البشير ووفده لإجابة دعوة مأدبة غداء أقيمت على شرف الزيارة بقصر السراب الذي شيد في قلب الصحراء في موقع يمتاز بالكثبان الرملية الكثيفة.
لقاء غرفة أبو ظبي
وعقد رئيس الجمهورية ووفده الرفيع مساء أمس لقاء مع رجال الأعمال الإماراتيين بمقر إقامته بقصر الإمارات، ورحب البشير بالاستثمارات الإماراتية في السودان، ووعد بالتحضير لإنجاح الملتقى الاقتصادي الاستثماري الذي دعت له غرفة أبو ظبي، وأبدت استعدادها لاستضافته، ورحب بالمقترح، وقال : سنفعل كل الممكن لإنجاح المؤتمر، وأكد الحرص على تطوير العلاقات مع الإمارات في المجالات كافة، وقال إن السودان في مرحلة تجاوز الصعوبات بعد أن تجاوز مرحلة الصدمة الاقتصادية بسبب الانفصال، وأضاف البشير بأن هناك توجهاً كبيراً من الدول العربية للاستثمار في السودان بعد طرح مشروع الأمن الغذائي العربي الذي يمثل السودان ركيزته الأساسية، ونوه على الفرص الواعدة للاستثمار بالسودان والميزات التفضيلية للمستثمرين العرب، وأشاد البشير بدور القيادة الإماراتية في النهوض بالدولة وإسهامها في خلق حياة جديدة، وأشار البشير الى جدية الحكومة السودانية في ترقية وتهيئة مناخ وظروف الاستثمار، وقال إن الحكومة لم تقصر سعيها على إجراء تعديلات واسعة في قانون الاستثمار ولكنها قامت بتعديل الدستور لحل مشاكل الأراضي، وجدد الوعد بأن يصبح السودان مصدر الأمن الغذائي العربي.
طرح فرص الاستثمار
وتبادل وزراء القطاع الاقتصادي المرافقون للرئيس البشير، الترويج للمشروعات الاستثمارية لرجال الأعمال والشركات الإماراتية، وطرحوا فرصاً للاستثمار في مجالات الصناعات والنفط والزراعة والتعدين، حيث دعا وزير النفط مكاوي محمد عوض للاستثمار في مربعي (9 و 11) حول ولايتي الخرطوم والجزيرة.
ودعا وزير الصناعة السميح الصديق، الإماراتيين للاستثمار في مجال الصناعة التحويلية الغذائية، وأكد وجود خيارات عديدة للدخول في مجال السكر في المصانع القائمة أو أخرى جديدة، إلى جانب وجود استثمارات في مجال الزيوت على مستوى المصافي والمعاصر والأعلاف المصنعة والصناعات الجلدية.
من ناحيته، أشار معتز موسى وزير الموارد المائية والكهرباء إلى وجود فرص لتطوير الموارد المائية والكهرباء وتطوير بنية المشروعات.
المعادن والتحويلات
فيما أكد أحمد محمد الصادق الكاروري وزير المعادن أن السودان أصبح دولة (معدنية)، وكشف عن تصدير ذهب بمليار و(100) مليون دولار للإمارات، ونوه إلى أن السودان يعد الثالث في إنتاج الذهب بأفريقيا، وقال إن الاحتياطي ضخم جداً ويحتاج لجهود كل المستثمرين ممن يرغبون الدخول في مجالات المعادن، بينما أكد د. مصطفى عثمان إسماعيل الوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار أن مناخ الاستثمار في السودان موات بفعل القانون، ودعا رجال الأعمال للاستثمار في السودان، مبيناً أن الضرائب في مجال الاستثمار الزراعي صفر. وقال إن دولة الإمارات تعتبر الدولة الثالثة من حيث حجم الاستثمارات، وأضاف بأنهم على استعداد لتقبل أية مقترحات لتعديل قانون الاستثمار الذي جاء لتحقيق ظرف مناسب للمستثمرين وللمحافظة على حقوقهم عبر إنشاء محكمة ونيابة مختصة في النزاعات الاستثمارية.
من ناحيته، أكد عبد الرحمن حسن عبد الرحمن محافظ بنك السودان، اقتراب حل مشكلة التحويلات المصرفية جذرياً خلال أسابيع، وقال إن تدفق الصادرات والواردات بين البلدين لم يتوقف طوال الفترة الماضية، وأضاف أن كل تلك المعاملات ظلت تتم عبر الجهاز المصرفي. وأكد المحافظ قدرة الاقتصاد الوطني على تحمل كل الصدمات دون حدوث خلل كبير يؤدي للانهيار رغم تعرضه لضغوط متوالية. وأشار لوجود نمو ايجابي في الاقتصاد وانخفاض مستمر لمعدل التضخم الذي هبط من (46) الى أقل من (24%) وتستهدف الحكومة أن يصل الى (20%) بنهاية العام الحالي، ونبه الى أن السياسات النقدية والمالية استهدفت إحداث معدلات نمو في الكتلة النقدية. وقالت اشراقة سيد وزيرة العمل : نقوم بتسهيل كل الإجراءات والتسهيلات في ما يتعلق بالعمالة لتحقيق الاستقرار في مجال الاستثمار.
استثمارات في الطريق
وكشف غرفة أبو ظبي التجارية عن توجيه من حكومة دولة الإمارات القطاع الخاص ممثلاً في غرفة أبو ظبي بالتوسع في مجالات الاستثمار بالسودان، وقال رئيس الغرفة خلال اللقاء إنهم تلقوا توجيهات حكومية بالانفتاح على السودان.
وطرحت غرفة أبو ظبي مشروع عقد ملتقى استثماري موسع بين رجال الأعمال في الدولتين يعقد بالعاصمة الإماراتية وبتمويل كامل من الغرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق