الاثنين، 23 فبراير 2015

الإمارات

بقلم: محمد حامد جمعة
ظللت في أكثر من تحليل واستقراء أن علاقة السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة ستظل دوماً فوق ما يتشكل علي الناس والمراقبين، فهي علاقات تجاوزت خطوط الطول والعرض الجغرافية وتحولت إلي ما يمكن تسميته حالة من التواصل غير القابل للانقطاع، ولهذا لم يكن غريباً أن العلاقة بين البلدين الشقيقين ظلت دوماً بمنأي عن الارتباك والتعامل الفظ، واحتفظت وبعد عقود من بداية ربطها بقدر لافت من التميز والترفع عن أي طارئات قد تهز هذا الطرف أو ذاك.
وأعتقد أن توقيت  الزيارة الحالية التي يقوم بها المشير"البشير" رئيس الجمهورية إلي الإمارات توقيت لافت وله دلالة كبيرة، فالشيخ "زايد بن السطان" رحمه الله وأنزل عليه شآبيب الرحمة، قام في العشرين من فبراير – مثل هذه الأيام – بزيارة السودان وكان ذلك بعد ستين يوماً من قيام الاتحاد، ورد الرئيس "نميري" رحمه الله التحية بأحسن منها فكان أول رئيس دولة يزور الإمارات.
الآن الرئيس المشير "عمر البشير" رئيس  الجمهورية وبرفقته وفد وزاري رفيع في الإمارات وسط حفاوة أشقائه وحسن استقبالهم. 
تميز الوفد الوزاري والقيادي الأمنية الكبيرة والوفد الإعلاني الأكبر، يشير إلي أن كثيراً من الملفات ستفحص، وأن شواغل كبيرة تنتظر الطرفين.
وفي مثل هذه المواقف أحرص دوماً علي التأكيد  علي أن المهم في مثل هذه المناسبات توظيف الراهن الايجابي لصالح محصلة مفيدة، ومن ذلك مد جسور التعاون الاقتصادي والاستثماري وترسيم مسارات للتواصل الإعلامي وترتيب مداخل العون السياسي، لا سيما أن هناك كثيراً من التعقيدات بالمنطقة العربية تتطلب تراص الصفوف وسد الفجوات والثغرات.
ولا شك عندي إطلاقاً في أن قيادة الوفدين سيضعن صالح الأمة العربية وماضي العلاقات المتميزة بين البلدين مرشداً وموجهاً لاتجاهات الموقف الجديد.
إن للإمارات في نفس كل سوداني مقاماً عزيزاً، فهم شعب محترم وطموح انتقل بوعيه ومثابرته إلي مراقي التنمية والرفاهية دون أن يفقده ذلك معدنه الأصيل وكريم خصاله، ولا أشك إطلاقاً في أنه وبذات القدر فإن للسودانيين مقاماًَ رفيعاً بين الإماراتيين.
وجالية كبيرة وذات سمعة مميزة  تعيش هناك خدمت لسنوات وسنوات تحمل مشاعل العلم والتعليم.
وتقدم الأفكار وتؤسس لقواعد الانتقالية بذات الحماسة التي يبذلونها لوطنهم الأم، فكانوا سودانيين وسفراء فوق العادة تآخت فيما بينهم روح التعاون واحترام البلد المضيف وهو الوضع الذي ظل قائماً ولم يتأثر قط وإطلاقاً بأي اهتزازات، وذلك أن يقين العلاقة وخصوصيتها فوق أي مشوش عليها أو ساع بالفتنة نحوها.
إن هذه الزيارة  تحديداً ترسل إشارات قوية  إلي أن السودان لن ينفصل عن أمته قط، وأنه سيظل فيها مقيماً وفياً، حاملاً لمشاعل الوعي والسلام.
وهو في ذلك إنما يتخذ موقفه الصحيح، ويتخذ مقعده الدائم كأخ أكبر  للجميع وكصديق وفي، وكبلد احترام الجميع فاحترموه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق