الأحد، 4 يونيو 2017

إجتماعات أبيي.. هل ستلتزم جوبا هذه المرة؟

تقرير وداد محمد علي
تبحث الخرطوم من خلال الإجتماعات المشتركة حسم القضايا العالقة بين الدولتين من خلال إجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة،بجانب إجتماعات الحدود التي تتماطل جوبا في إستئنافها فضلاً عن إجتماعات الأجوك بشأن المنطقة المتنازع عليها (أبيي) والتي تم التوقيع على إتفاق بشأنها لكن ربما نست أو تناست جوبا ما أبرمته من مواثيق، والتي أهم بنودها عدم إيواء المتمردين من الدولتين وكذلك عدم التدخل في شؤون كل دولة.
جولة جديدة                                  
استأنف السودان ودولة جنوب السودان في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا الأسبوع الماضي محادثات حول منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، وذلك بعد انقطاع دام سنتين بسبب تعنت الاخيرة وذلك بشأن أبيي التي تقطنها قبائل المسيرية ودينكا نقوك.
ومن المؤكد ان مواقف الخرطوم حيال إجتماعات الأجوك بين الطرفين ثابتة وتستند علي ما تم الإتفاق عليه ،وقد أصبحت تشدد في كل إجتماع علي الإتفاقات والبروتوكولات الموقعة بينها وجوبا إلا أن حكومة الجنوب أحياناً تحاول الالتفاف علي ماتم الإتفاق عليه عند كل جولة جديدة أو تنسحب من حضور الإجتماعات
ودعا رئيس اللجنة السودانية للإشراف على أبيي حسن علي نمر، إلى استكمال المحاور الرئيسية لتنفيذ الاتفاق الموقع بين الجانبين عام 2011، ويتضمن إنشاء المؤسسات التشريعية والإدارية والأمنية بمنطقة أبيي لضمان سيادة القانون وتطبيع الحياة فيها المنطقة. مؤكداً علي ضرورة تسهيل عمل المنظمات الدولية والإنسانية بالمنطقة وعودة النازحين إلى مناطقهم. وطالب بعقد اجتماع موسع للإدارات الأهلية، بغرض «التعايش السلمي بين مكونات المنطقة، تحت إشراف اللجنة المشتركة.».
تأكيدات دولية
وقد أكد البيان ألمشترك للجنة بحضور ممثل الوساطة الافريقية وممثل الامم المتحدة وقائد اليونسفا والسفارة السودانية بأديس، علي أهمية إستكمال المؤسسات وفق تاكيد بيان مجلس الأمن الأخيرالذي أكد علي ذلك، بجانب مساعدة المنظمات الوطنية والعالمية لتقديم الخدمات وأهمية دور اليونسفا لحفظ الامن وحماية المواطنين .فضلاً عن  التعايش السلمي والتواصل المجتمعي بين المجتمعات و حل النزاعات التي تنشأ من حين لآخر بين أطراف المجتمعين، مع التاكيد على دور الإدارة الأهلية وبناء الثقة لإستغلال المواد المتاحة بين الطرفين واهمية إستمرار فتح الأسواق بالمنطقة.
وأكد البيان أن مرجعية هذه الإجتماعات هي الإتفاقية الموقعة بين رئيسي الدولتين وضرورة إنتظام دورات الإجتماعات علي أن تكون دورية كل شهرين بين اللجنتين والإدارارت الاهلية للطرفين باديس لمناقشة القضايا العالقة مثل تسوية مقتل  كوال دينق وفق الأعراف المتبادلة .،مشيراً إلي تقديم 4 اوراق رئيسية شملت  الجانب الامني والسياسي والخدمي في المنطقة .
إلتزام أخلاقي
وأكد حسن علي نمر الرئيس المشترك للجنة  إشراف أبيي جانب السودان إلتزام الخرطوم بما تم الإتفاق عليه حول المنطقة  وقال نحن من جانبنا مستعدون لإنفاذ ما تم التوصل إليه من أجل إستقرار وحفظ الأمن بابيي لذلك لابد من الإسراع في التنفيذ.
وقال هذا إلتزام أخلاقي وأيضاً  أبدت جوبا إلتزامها بذلك.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستلتزم جوبا بما أبدت الموافقة عليه؟ .
تحايل ملحوظ
وقد حذر المجلس الأعلي لشؤون دينكا نقوك دولة جنوب السودان من التحايل علي إتفاق 20يونيو بين الخرطوم وجوبا مشدد علي ضرورة تكوين المؤسسات التشريعية والامنية والإدارية بمنطقة أبيي. وقال جفور ضو البيت مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس إن أبناء الدينكا بجوبا يقومون بسلسلة من الزيارات السرية داخلياً وخارجياً  لإجهاض الإتفاقية  والتحايل علي بنودها، مؤكداً ضرورة بماجاء في الإتفاق والذي قال بأنه لارجعة فيه وأن الإخلال به سيؤثر علي الإستقرار والأمن بالمنطقة وقال جوبا تعلن إلتزامها لتسكت المجتمع الدولي خوفاً من الإدانة ولكنها تقوم بعكس ما تطرحه من إلتزامات؟ .
خروقات متكررة
ولا يخفي علي أحد ماتقوم به حكومة الجنوب من خروقات بأبيي في السر والعلن إذ أنها تقوم بزعزعة الأمن بالمنطقة وخلق الفتنة بين مجتمعاتها ونهب ماشيتهم وممتلكاتهم بجانب إختطاف الأطفال.
وقال ضو البيت إن جوبا تخلق الفتن ولكنها لاتبالي إذ أنها قامت بخرق واضح بالمنطقة عند قيامها بالإستفتاء الأحادي بالمنطقة والذي واجه إدانات واسعة من عدة جهات بجانب التخطيط الذي دبرته لمقتل الأمير كوال بغرض خلق الفتنة بين المسيرية والدينكا لاشعال حرب جديدة بأبيي.
وتوقع أن تقوم جوبا بالمزيد من الخروقات داعيا المجتمع الدولي بإتخاذ اجراءات واضحة بشأنها دون أي تردد. مشيراً إلى قيام  جوبا بتفجير أنبوب النفط بمنطقة  “عجاجة”. والذي  استمر لعدة ساعات، عقب عدة محاولات لتنفيذ تفجيرات، إلا أنّ كلّ المحاولات أحبطت بواسطة قوات “اليونسفا”.
وأوضح القيادي بدينكا نقوك “كوال مليك شول” ان الجنوب اقام حكومة داخل المنطقة المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا وتم تعيين سفير السودان الاسبق بروسيا قبل الانفصال “شول دينق” رئيسا للحكومة الجديدة ، الامر الذي اعتبره خرقا لبروتوكول أبيي في نيفاشا اديس 2011م. . واكد في الوقت ذاته تقدمهم بشكوى لرئيس البرلمان حول الاشكالات التي تواجه ابناء المنطقة .
واوضح “كوال” ان الاتفاقات نصت بتكليف قوات اليونسفا على تأمين المنطقة، وان تتحرك قوات البلدين عشرة كليو مترات من جهتي الجنوب والشمال لحدود 1/1/1956، واخلاء المنطقة من الوجود العسكري للطرفين.
وقال ، إن قوات الجيش الشعبي التابعة لدولة جنوب السودان، قامت ، باختطاف عدد من الأطفال بمنطقة “أنيت” بأبيي، لتجنيدهم قسراً بجانب إحراق الأسواق والاعتداء على أهالي المنطقة ونهب ماشيتهم .
ترحيب وإدانة  
وقد بعث الاتحاد الأفريقي في وقت سابق  ببيان للخرطوم وجوبا، عبَّر فيه عن عدم رضائه من انسحاب دولة الجنوب من اجتماعات أبيي التي عقدت مؤخراً بأديس أبابا .
وقال رئيس اللجنة من جانب السودان حسن علي نمر، إن الاتحاد الأفريقي امتدح حرص السودان على اجتماعات اللجنة المشتركة لمنطقة أبيي. و قال سبق أن أرسلت أجوك جانب جنوب السودان برقية للاتحاد الأفريقي مفادها الانسحاب من اجتماعات الإدارات الأهلية لمنطقة أبيي بأديس أبابا دون طرح الأسباب.

رغم كل الخروقات التي قامت بها جوبا والتي وجدت الكثير من الإدانات والإنتقادات اللأذعة إلا ان السؤال يبقى: هل ستلتزم جوبا بما أبدت موافقتها عليه خلال الأجتماع الأخير الذي عقد باديس أبابا؟ أم أنها ستتلكأ وتماطل من أجل جعل  مصير أبيي كرت ضغط ضد السودان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق