الأربعاء، 15 يونيو 2016

خارطة ميدانية للحركات الدارفورية المسلحة في ليبيا!

ربما لا تبدو خارطة مشاركة الحركات الدارفورية المسلحة في النزاع الداخلي الدائر في الجارة ليبيا بالوضوح الكافي، فالكل يسمع بأن الحركات الدارفورية المسلحة امتهنت مهنة القتال -في أي نزاع- ولكي يقف القارئ على خارطة الوجود الدارفورية
المسلح في ليبيا فإن (سودان سفاري) حاولت الوقوف ميدانياً على حقائق ووقائع هذا الوجود على الأقل لكي يدرك مجلس السلم والأمن الإفريقي ومن بعده مجلس الأمن الدولي حجم مخاطر التى تقوم بها هذه الحركات المسلحة  تهدديها الواضح لأمن القارة من جهة والأمن والسلم الدوليين.
الوجود الدارفوري المسلح في ليبيا بدأ منذ الثورة الليبية التى أطاحت بالعقيد القذافي وتشير استقصاءات (سودان سفاري) إلى أن عناصر وشخصيات ليبية عديدة وبعض منهم من مجموعة ما يسمى بـ(الكرامة) سعت للاستعانة بهذه الحركات في محاولة للسيطرة على الأوضاع هناك حسب تقديراتها. الخطة الأولى كانت إزاء هذه الحركات بدعم (مادي وعيني) أسال لعابها.(عثمان مقو) وهو إسم لقيادي دارفور شهير و أحد من أكثر العناصر التي قادت  عمليات التنسيق بين المجموعات الليبية والحركات المسلحة!
شهود عيان في منطقة الكفرة يعرفون الرجل بسحنته السودانية الدارفورية قالوا لنا إن الرجل يتحرك إستمرار ما بين منطقة ربيانة ومنطقة الكفرة! وهو بحسب هؤلاء الشهود يجيد الحركات السريعة ونجح في استخدام رجل تشادي الجنسية يدعى (صقر) ربطت بينهم اتصالات وساعة النطاق بغرض التنسيق بمعاونة ضابط ليبي برتبة المقدم يدعى (مبروك حنيش)! وتشير حقائق الواقع ان (مارس 2015) كان هو التاريخ الأبرز لدباية دخول الحركات الدارفورية المسلحة إلى الأراضي الليبية . لم يكن على هذا الحركات سوى قطع المسافة من (وادي هور) أقصى شمال ولاية شمال دارفور إلى الأراضي الليبية.
كان في مقدمة العناصر الواصلة إلى الأراضي الليبية عناصر من حركة (مناوي) ورتل من العربات يقول الذين رأوها حوالي 44 عربة مسلحة و350 جندي مقاتل أوكلت قيادتهم إلى (جابر اسحق) قائد  عام الحركة في دارفور ثم (محمد هارون) مسئول مخابرات الحركة و (رجب جو) و آخرين. ثم تلتهم مجموعة عبد الواحد وبمعيتها حوالي 33 عربة مسلحة و180 مقاتل إضافة إلى مجوعة منشقة من حركة عبد الواحد ومعها 8 عربات مسلحة و 45 مقاتل.
قادة الحركة عبد الواحد أبرزهم (يوسف محمود يوسف) كرجكولا (عباس أصيل). أما المجموعة المنشقة من حركة عبد الواحد فيقودهم (صالح جبل سي) ، (أحمد جدو) (أبكر إدريس). هذه القوات ظل المسرح الذي تتحرك فيه وتقاتل فيه محوره الكفرة ، أوباري، سبها، وبنغازي! ومن الطبيعي ان كل عمليات هذه القوات بكل عتادها وسلاحها منيت بخسائر فادحة. حركة مناوي برغم كل  ما أشاعته في الكفرة من المحور الشمالي من نهب للبنوك ومحطات الوقود وسلب للمواطنين لم تستطع انجاز مهمتها. حيث فقدت عشرات السيارات و الآليات و المقاتلين. ويكفي أن القائد الميداني بحركة (مناوي) الذي يدعى (عبد الكريم عرجة) سقط قتيلاً في هذه المعارك!
 هذه الخارطة التى تمكنا من رسمها بمعاونة أهالي المنطقة واستطعنا تأكيدها بأدلة مادية قاطعة على الأرض تشير إلى حجم الكارثة التى تعاني منها المنطقة وهو أمر يستلزم أن يتحرك مجلس السلم و الأمن الإفريقي باعتبار أن الأمر يقع ضمن اختصاصه الأمني لكي يضع حداً لهذا العمل السالب ويبقى أيضاً على مجلس الأمن الدولي أن ينتبه لهذا الخطر الداهم الذي يجتاح المنطقة وقد يفضي إلى تعقيدات أمنية خطيرة وعواقب تاريخية يدفع العالم ثمنها غالياً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق