الأربعاء، 1 أبريل 2015

اتفاق أنجمينا.. هل يقود "الدوحة" لطي أزمة دارفور؟

تقرير : عبد الله عبد الرحيم
في الوقت الذي تدور فيه أحداث مأساوية بمناطق مختلفة من ولايات السودان، وتحديداً في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، والتي أحد أطرافها المجموعات المسلحة بمكوناتها – حركات دارفور والجبهة الثورية وقطاع الشمال – وآخر تلك الأحداث تلك التي جرت في منطقة هبيلا بجنوب كردفان، بجانب أحداث خفيفة تدور في مناطق واسعة من ولايات دارفور كأم دخن وغيرها، في هذا الوقت، قامت الحكومة بإحداث خروقات في ملف سلام دارفور بتوقيع اتفاق مع حركة تحرير السودان جناح القائد محمدين إسماعيل بشر بالعاصمة التشادية أنجمينا حيث وقع إنابة عن الحكومة الدكتور أمين حسن عمر رئيس مكتب سلام دارفور من طرف الحكومة، وقائد الحركة محمدين إسماعيل بشر. الاتفاق الذي شهده وزير الخارجية التشادي موسى فكي ومدير جهاز الأمن التشادي وعدد من المسؤولين. وبحسب مراقبين فإن هذا الاتفاق بمثابة "الخطوة المتقدمة" عقب إطلاع الدكتور أمين حسن عمر، السفير القطري بالخرطوم، راشد بن عبد الرحمن النعيمي، على تفاصيل الاتفاق وذلك بحسب مراقبين من الطبيعي الذي توليه القيادة القطرية لملف دارفور والاهتمام الكبير الذي ظلت تحيط به هذه القضية، حيث رعت مفاوضات السلام بين الحكومة والحركات الدارفورية المسلحة منذ عدة سنوات، والتي توجت بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور.وكان السفير القطري قد وصف الاتفاق بالخطوة المهمة لحفظ الأمن والاستقرار بولايات دارفور، وناشد بقية الحركات غير الموقعة للإنضمام إلى ركب السلام، من أجل السلام والتنمية في إقليم دارفور. فيما يبذل الرئيس التشادي إدريس ديبي، جهوداً ظاهرة مع قادة التمرد في دارفور لإقناعهم بالحوار، باعتبار أن دولته متأثرة بهذا الصراع.
وحول أثر هذه الخطوة على الأمن في الإقليم يشير الدكتور السر محمد المحلل السياسي والأكاديمي لـ"الإنتباهة" أن ما يشهده السودان هذه الأيام يعد بالتحول الكبير على سياسته داخلياً وخارجياً، حيث شهدت ساحته أخيراً مشاركته في الحلف العربي الجديد الذي ترأسه السعودية ويقوم بطلعات عسكرية كبيرة على الحوثيين باليمن بعد أن قاموا بالانقلاب على الشرعية هناك. وأكد دكتور السر أن دور السودان وجد إشادة كبيرة من الأوساط المتابعة ومن كل دول المنطقة. كما أن هناك شبه اتفاق على أنه بدأ للتو تحسس خطأه بنجاح في اتجاه تحقيق مطامح السودان العالمية وفك عزلته العربية والدولية. وقال مضيفاً أن الحكومة بذلك تكون قد وجهت ضربات كبيرة لأعدائها بعد أن وجدت رضاء شبه تام من كل الدول وقال إن الخطوة الثانية التي تعد بمثابة النجاح للحكومة هو ما أقدمت عليه ممثلة في مكتب سلام دارفور بقيادة د. آمين حسن عمر بالتوقيع على اتفاق مع الجناح المنشق من حركة تحرير السودان برئاسة محمدين إسماعيل، وقال إنه ورغما قيل عن الاتفاقيات مع المنفصلين من الحركات الكبرى وعدم جدواها إلا أنها في هذه المرحلة تحديداً تعد بالإنجاز وذلك بحسب د. السر، أن الفترة الراهنة فترة انتخابات وأن أية خطوات لتضميد جراحات الوطن بمثابة الحجر الذي ألقى في البركة الساكنة، بيد أن آخرين أشاروا لهذه الخطوة بالتمادي في الفشل من واقع أن اتفاقية الدوحة يدور حولها ويلف، الكثير من الكلام لجهة عدم حيزها على رضاء كل الحركات في دارفور وتحديداً التي ما زالت حاملة للسلاح. ويرى هؤلاء أن اتفاقيات السلام الأحادية غير مجدية ولا تعتبر تقدماً في هذا الملف الشائك وإنما بمثابة التبعيض لهذه القضايا التي ما زالت شائكة رغم الكثير من الجهود التي بذلت فيها. رغم ذلك يرى تاج الدين نيام مسؤول القطاع السياسي بحركة التحرير والعدالة، أن الحوار والنقاش بدلاً عن العنف مع الحكومة أفضل وسيلة للوصول للسلام، خاصة أن ذلك يقود إلى التفاوض وقال إننا التزمنا بما علينا وحضرنا للسودان وصرنا شركاء حقيقيين للمؤتمر الوطني في عملية السلام وإدارة حكم البلاد، مما يشير إلى حتمية تلك الاتفاقيات مزيداً بأننا لم تكن شركاء متشاكسين بحسب ما كان يتوقع البعض، وظللنا ندعو للحوار وكنا نقول للمؤتمر الوطني أنت كجسم سياسي لا تستطيع المعارضة أن تعارض المؤتمر الوطني حتى النهاية كما تريد، وبالتالي من الطبيعي أن يحصل توافق داخلي على القضايا الوطنية التي كان يمكن أن تطرح قبل "50" عاماً ولكن القوى السياسية السودانية لم تفعل ذلك ولم تتم معالجة هذه القضايا وأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. فيما توقع بعض المراقبين أنت جلب هذه الخطوة المزيد من الحركات المنفصلة عن تلك التي لا ترغب في السلام بيد أنهم المحوا إلى أن التوقيع مع بعض الحركات لا يعني الوصول لسلام لأن الملف ما زال مفتوحاً، فيما ما زالت المجموعات الأكثر تأثيراً حاملة للسلاح وتستهدف الحكومة من جبهات متعددة، بينما يبقى الحلم مشروعاً في الوصول لاتفاق نهائي للسلام في دارفور طالما ما زالت اتفاقية الدوحة تستوعب القادمين من الحركات المسلحة والمنشقين الذين سئموا هذه الحروبات ومالوا كل الميل للسلام. فهل سيكون العام الحالي عام السلام في المنطقة، أم أن التمرد ما زالت لديه كلمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق